ولقد صحت نبوءته، وتحقق صدق ما تمثل به من الشعر، ووقع كل ما قال. •••
لقد أساء يزيد بن عبد الملك إلى ابنه الوليد عن غير ما قصد أيما إساءة، إذ أسند الأمر - من بعده - إلى أخيه هشام، ثم أدرك خطأه وندم أشد الندم ولكن بعد فوات الفرصة.
فقد استخلف أخاه هشاما حين بلغ «الوليد» إحدى عشرة سنة، فلما بلغ خمس عشرة، ندم على تسرعه.
قالوا: وكان إذا نظر إلى ابنه الوليد قال: «الله بيني وبين من جعل هشاما بيني وبينك.»
وفي هذه الجملة كل معاني الحسرة والندم!
وبعد أن مات «يزيد بن عبد الملك» بدأ هشام بتعظيم الوليد، ثم داخله الطمع فأراد استخلاف ابنه بعده، فلما رأى الوليد حجر عثرة في طريق مطامعه أراده على ذلك، فأبى، فطلب إليه أن يستخلف ابنه بعد خلافته، فأبى الوليد ذلك أيضا.
هنا حقد هشام على ابن أخيه، وتنمر للوليد، وأخذ يملأ الدنيا عليه تشنيعا ثم أقصاه عنه، واضطهد أصدقاءه والمقربين إليه، ونكل ببعضهم تنكيلا،
3
ومات هشام وفي فؤاده حسرة من الوليد.
4
Bilinmeyen sayfa