وإني بعد إبلاغكم بوصول خطابكم الآنف الذكر والتقرير السابق الذي قرأته بتدبر زائد، أرجو يا حضرة الوزير أن تقبلوا عظيم تشكراتي، وتتكرموا بإهداء خالص شكري إلى الكولونيل استوارت.
الإمضاء
شريف
ثم قام اللفتنانت كولونيل استوارت من الخرطوم في 10 مارس سنة 1883 عائدا إلى القاهرة بطريق سنار وكسلا ومصوع؛ إتماما لبحثه هذه النواحي من السودان. وأرسل من مصوع إلى سير إدوارد مالت في 18 أبريل من السنة المذكورة تقريرا عن السودان الشرقي وحدود الحبشة، أودعه جميع ملاحظاته التي شاهدها ، ومن بينها الملاحظة الآتية: «إجمالا لما شاهدته في مصوع، وللحالة التي هناك، أقول إنه إذا عجل بإبدال المحافظ وتعيين رجل أذكى منه وأحزم، كانت الأمور أدعى إلى الإصلاح.»
وقد وصل هذا التقرير إلى القاهرة في 23 مايو سنة 1883 (راجع الكتاب الأزرق الصادر عام 1883، ج22)، وأرسله سير إدوارد مالت في 24 مايو المذكور إلى إرل جرانفيل مع رسالة منشورة في الكتاب السابق تحت رقم 25، وأبلغ سير إدوارد مالت الملاحظة المذكورة آنفا عن مصوع إلى شريف باشا رئيس النظار، وأخطر بذلك إرل جرانفيل في رسالة أرسلها إليه من القاهرة في 24 مايو سنة 1883م، ونشرت في الكتاب الأزرق تحت رقم 6.
ولم يكتف إرل جرانفيل بإبلاغ سير إدوارد مالت لشريف باشا الملاحظة الخاصة بمصوع دون غيرها، فطلب منه في الخطاب الآتي أن يبلغ رئيس النظار في مصر بعض مسائل أخرى. وها هو الخطاب المذكور نقلا عن الكتاب الأزرق الصادر عام 1883، ج22:
رقم 54: من إرل جرانفيل إلى سير إ. مالت
وزارة الخارجية في 13 يوليو سنة 1883
سيدي
علمت من رسالتكم المؤرخة في 24 من الشهر الماضي أنكم أبلغتم الحكومة المصرية ما ورد في تقرير الكولونيل استوارت المؤرخ في 18 أبريل متعلقا بالحالة في مصوع فقط. ولكن من المرغوب فيه أيضا أنها تكون على علم بحوادث الرشوة وسوء الإدارة وفساد الأحكام التي لفتت نظر هذا الضابط، وكذلك بالمسلك الذي ينهجه الجنود في السودان.
Bilinmeyen sayfa