Doğu Meselesi ve Paris Konferansı
المسألة الشرقية ومؤتمر باريس
Türler
وكان أهم شرط في معاهدة باريس هو تحرير رومانيا، وجعلها دولة مستقلة، وتوقف استقلالها على التنافس والتحاسد بين روسيا والنمسا، وكان على الجيوش النمسوية أن تنسحب منها عقب إبرام الصلح، وأثارت مسألة رومانيا بعض المناقشة عقب الصلح بشأن حدود بسارابيا، ثم نوقشت علاقة رومانيا بتركيا، هل تظل لتركيا السيادة الاسمية على رومانيا أم لا؟ وفي الواقع عضد استقلال هذه الدولة الجديدة لتكون حاجزة بين تركيا وروسيا، ولتقف أمام مطامع النمسا في السيطرة على وادي الدانوب كله.
وفي أثناء اجتماع المؤتمر، حاول نابليون معالجة مشاكل أوروبا كمسألة بولونيا واليونان وإيطاليا، ولكن الممثل الروسي أرلوف احتج بأن ذكر أن أي شيء عن بولونيا سيجرح شعور القيصر، وسيجعل القيصر يعدل عن الامتيازات التي يفكر في منحها لبولونيا، وأما فيما يختص باليونان، فالجنود التي تحتلها كانت إنجليزية فرنسية؛ ولذا فلم يكن على المؤتمر مهاجمة الدولتين المنتصرتين، وأما فيما يختص بإيطاليا، فكان نابليون يريد إبعاد الأفكار عن وجود الجنود الفرنسية في رومة قبل كل شيء.
ولكن الشيء المثير في المؤتمر كان في جلسة 8 أبريل؛ فقد حمل كلاندن حملة شعواء على الحكم البابوي في رومة، فتعدى بأنه
a disgrace to Europe ، وهو يرمي بهذا إلى تأييد البروتستانت له في إنجلترا، ولكن إيطاليا لم تستفد شيئا من جلسة 8 أبريل، ولكن هذه الجلسة كانت بالرغم من ذلك خطيرة بالنسبة للنمسا، فلقد وضح أن الدول الغربية لا تؤمن بمهمة النمسا في إيطاليا، فحكمها - أي النمسا - كان قائما على القوة قبل كل شيء.
وفي 15 أبريل أمضت إنجلترا وفرنسا معاهدة للمحافظة على كيان الدولة العثمانية، كما أن الدول المجتمعة في المؤتمر أعلنت أنها لن تتدخل مجتمعة ولا منفردة بين السلطان ورعاياه، ولا في الإدارة الداخلية للدولة العثمانية، وإذا قامت صعوبات أو استجدت مشاكل بين تركيا وغيرها من الدول المتعاهدة، فقبل الالتجاء إلى استخدام القوة يجب الاحتكام إلى الدول الأخرى الموقعة على هذه المعاهدة، فجعلت مسألة الدولة العثمانية رسميا مسألة أوروبية.
كانت معاهدة باريس أول معاهدة يوقعها السلطان، لا يكون فيها أي انتقاص لممتلكاته أو إضعاف لقوته، لقد جعلت معاهدة باريس لتركيا مركزا أكثر امتيازا من ذي قبل، وضمنت على الأقل نظريا انضمام الدول الأوروبية الغربية إلى جانبها ضد روسيا لحين من الدهر، وجعل أمر استقلالها في أمورها الداخلية جزءا من القانون الدولي والدبلوماسية الأوروبية، كما دمرت قوة روسيا الحربية عدوة تركيا التقليدية لمدة عشرين عاما.
ولم تغنم النمسا شيئا كبيرا من هذه الحرب؛ لقد أبعدت حقيقة خطر الروسيا عن مصب نهر الدانوب وشرق البلقان، ولكنها خسرت صداقة روسيا إلى الأبد، ولقد حاولت النمسا أن تقنع نابليون الثالث بالاعتراف بالحالة الراهنة في إيطاليا، كما اعترفت النمسا بالحالة الراهنة في الشرق الأدنى، ولكنها لم تنجح في هذه الناحية، بل سنجدها مضطرة أن تقف بمفردها أمام الفرنسيين في شمال إيطاليا.
ويرى بعض المؤرخين المحدثين من أمثال تيلور
Taylor
أن مؤتمر باريس:
Bilinmeyen sayfa