وقد استعان بميرسيد علي وعبدوس صمد من كابل لإنشاء مدرسة للفنون الهندية الفارسية والموسيقى والطرب، فكان راعيا للمطرب تانسين من جواليور وكان محتفظا بسبعة أجهزة من الأوركسترا، وكان من هوايته ابتكار قذائف للمدفع تنطلق من 17 مدفعا بطلقة واحدة وأطقم للفيلة وعربات للسفر.
وقد أفضى نفوذ الوزير بيرم خان الشيعي إلى حقد السنيين وهم كثرة مسلمي الهند خاصة حين قتل تاردي يح قائد حامية دلهي لتراخيه في الدفاع عنها. هذا إلى أنه حين بلغ أكبر الثمانية عشر أعلن أن وصاية بيرم قد انتهت وأن الإمبراطور سينهض بأعباء الحكم وأن على بيرم أن يذهب إلى مكة لتأدية فريضة الحج، فغضب وثار على إمبراطوره، غير أنه فشل وأسر، ثم عفي عنه ومضى إلى جوجيرات فقتله أفغاني في پاتان، وهنا دخل عبد الرحيم القاصر بن بيرم في رعاية أكبر الذي تعهده إلى أن خلف والده في منصب خان الخانات. وفي أثناء هذا كان نفوذ حماة الإمبراطور «مهام أناجة» قد ازداد في القصر وحاشيته، فقدمت أدهم خان وبير محمد خان للنهوض بأعباء الإدارة والجندية وتوسيع الإمبراطورية لتضم مالوا في 1560 واحتفظ القائد أدهم خان لنفسه فيها بحكمها وأسلابها سابيا نساءها، غير أن أكبر أسرع إلى معسكر أدهم الذي سلم له كل شيء.
وكذلك أسرع إلى علي قالي خان أزبك حاكم جونيور، الذي أبدى خضوعه.
وكان بير محمد ظالما قاسيا لصا، وقد لقي جزاءه حين كان يعبر ناربادا فغرق فيه.
أما الإمبراطور أكبر فقد كان قد بلغ سن الرجولة وكان يتخفى ليلا ليقف على شئون رعاياه، وفي 1562 اقترن بابنة راجبوت جايبور وأصبح منذ يومئذ محبا لرعاياه الهندوس، وقد جعل راجابيهاري مال وولده من أشراف الحاشية الملكية وكان شيئا جديدا في تقاليد المسلمين في الهند مع إبقائه الراجات في امتيازاتهم وفتح الباب أمام الهندوس للمناصب العسكرية والمدنية. ثم عين محمد خان اتكا وزيرا له على غير رأي أمه بالرضاعة ماهام أناجا، وفي مايو 1562 فشل أدهم خان في استعادة نفوذ الأسرة في دفة الحكم، بعد أن اقتحم القصر الملكي وقتل الوزير اتكا حين كان يؤدي فريضة الصلاة، غير أن أكبر قد عاجل أدهم بضربة يده فسقط وماتت أناجا غما وكمدا بعدئذ وقد دفنهما أكبر في مقبرة فخمة على مقربة من قطب مينار.
ومن الإصلاحات التي أدخلها أكبر بعد سنتين من هذا الحادث إلغاء الضرائب المفروضة على الحجاج والجزية المفروضة على الهندوس وجعل خواجة مالك اعتماد خان مشرفا على الإيرادات؛ أي وزيرا للمالية ثم خلفه راجا تودار مال.
ويقول تقرير لجنة نظام الهند في الجزء الأول ص338: إن النظام الذي وضعه اعتماد خان لإيرادات الأراضي طبقا لسياسة شير شاه هو أساس الطرق العلمية الحديثة في هذا الشأن.
وكان أكبر يعمد إلى الحرب الهجومية تحقيقا لفكرة توسيع الإمبراطورية، وكانت حروبه الدفاعية قليلة، وكان يجري في الشئون الداخلية على قاعدة العدل والمساواة والمرونة والتسامح.
وفي عام 1563 استولى جيش أكبر بقيادة أصفر خان على جوندوانا كان يحكمها سان دور جافاتي الذي مات وأخذت عاصمته سورا جاره.
وقد ثار حزب من الأشراف بقيادة زمان علي كولي خان أزبك حاكم جونيور على أكبر لخلعه والمناداة بابن أخيه ميراز أبو القاسم ابن قمران إمبراطورا، ولكن أكبر هزم الثوار في يونيه 1657 في معركة مانيكبور وقتل على كولي خان وهزم الأشراف وثورة أزبك، كذلك وسع محمد حكيم ميرزا أخا أكبر، أن يستعيد كابول التي كان سليمان حاكم بادكشان قد استولى عليها، ثم استولى أكبر على مملكة ميواز وشيتور بعد أن فر رانا أودي سنج الراجبوت، وفي 1567 حاصر حاميتها جيش بقيادة جمال، وسلمت بعد أن أبدى الفتح سنج من كيلوا وكان في السادسة عشرة شجاعة نادرة وبعد أن قتل القائد جمال، وقتل أكبر 30 ألفا من الحامية المدافعة عن شيتور، وبعد هذا في 1569 سلم رانثامبور التي كان عليها الراو سوجان الهارا رئيس البوندي الوالي من قبل أراء ميوار ثم منطقة كالانجار، غير أن رانا بارتاب الذي خلف أوداي سنج لم يذعن لأكبر.
Bilinmeyen sayfa