هذا والآريون كانوا في الأصل يسكنون هضبة إيران، وكانوا قبائل عديدة، منها ما ذهب غربا إلى آسيا الصغرى وأوربا، ومنها ما ذهب شرقا إلى الهند، كانوا أهل بداوة ورحالة ومراعي وحرب وهمجية ولصوصية وغزو . ويقال: إن كلمة آري سنسكريتية الأصل ومعناها النبيل، وأن اللغة الآرية واسمها «الهندوأوربية» لغة رئيسية تجيء في المنزلة العالمية القديمة بعد اللغة السامية. والآرية قسمان: (1)
الأوربية:
وتشمل التيوتونية واليونانية والكلتية والإيطالية. (2)
الأسوية:
وتشمل الألبانية والأرمنية والهندوإيرانية، والإيرانية القديمة، والباليتوسلوفية، والسنسكريتية.
شعوب آسيا
قد تكون كلمة «آسيا» مشتقة من أصل آشوري أو عبري، فتكون دالة على «شروق الشمس». كذلك قد تكون كلمة أوربا مشتقة الاشتقاق نفسه، فتكون دالة على «غروب الشمس». ومهما يكن من الأمر، فإن المسألة غامضة. هذا ويبدو أن الروس شعب شرقي، من ناحية أرومته، وأنهم يشبهون الترك والهنود والصينيين؛ كما يبدو أن الصينيين جاءوا إلى بلادهم من ناحية حدودها الغربية، وأن الهنود والإيرانيين جاءوا من ناحية الشمال الغربي، وجاء سكان بورما وسيام من الشمال. أما الترك والمغول فقد جاءوا من وسط آسيا.
استقرار الآريين وحضارتهم في الهند
عند الهندوسيين أن تاريخ الهند يبدأ منذ أكثر من 3000 سنة ق.م؛ أي بالحوادث المفصلة في الملحمة العظيمة «ماهابهاراتا»، وأن أبعد نظرة تاريخية تبين لنا أنه كان هناك شعبان يناضلان في الأرض: (1) الدارفيديون، السكان الأصليون، وهم سود البشرة و(2) الآريون ذوو البشرة الجميلة النقية، وهم الذين جاءوا من ممرات الشمال الغربي لحدود الهند، وساقوا الدارفيديين إلى الجنوب، واحتل الآريون سهول الهندستان. كذلك يؤخذ من الريجافيدا، هذا التذكار الأدبي العظيم، أن الآريين قد نزلوا في البنجاب في عصر تحديده مجهول، أو قل منذ أكثر من 3000 سنة كما قدمنا.
أما عند الأوربيين فإن هذا التاريخ هو 1400ق.م على أن الديانة الفيدية كانت في القرن السادس ق.م. هذا والشعر القديم يصور الآريين على حدود الشمال الغربي يبدءون رحلتهم الطويلة على شاطئ نهر الهندوس في قبائل كانت تبدو متقاتلة، بعضها يحارب بعضها الآخر، أو متحدة ضد سود البشرة وهم السكان الأصليون. وكان أب الأسرة أو الجماعة قسيسها في الوقت ذاته، غير أنه قد يندب أحد متعلميها ليقوم بشئون العبادة والتضحية المقدسة باسم الشعب ، الذي قد ينتخب رئيسه. وقد كان للمرأة مكانة: فكان منها الشاعرة ، وكان الزواج مقدسا، ولمنزل الزوجية حرمة، ولم تكن عادة إحراق الزوجة عند دفن زوجها معروفة يومئذ. وكان الآريون يعرفون المعادن، وكان منهم الجوهري والصائغ والنجار والنحاس والحلاق والصناع الآخرون، كذلك عرفوا بناء السفن والجواد واستخدموه في الحرب، غير أنهم لم يكونوا قد استخدموا الفيل بعد وكانت الماشية أهم ثروتهم، وكانوا يأكلون لحم البقر الذي لم يكن الهندوسيون يأكلونه، وكانوا يقدمون اللحوم والشراب إلى آلهتهم، وكان لهم شراب مخمر من نبات السوما، وكانوا يسيرون شرقا طاردين السكان السود.
Bilinmeyen sayfa