AUTO مسألة

ما تقول السادة العلماء أئمة الدين -رضي الله عنهم أجمعين- في رجل سأل رجلا: ما التوحيد؟

فقال: المسؤول: لا إله إلا الله.

فقال له السائل: بس اكتفيت في التوحيد باللفظ فقط. وقصد السائل بذلك شروطها وما يتعلق بها من الدعائم، فهل يلزمه بذلك شيء إذا قصد ذلك أم لا؟

أفتونا مأجورين.

الجواب: على قواعدنا وأصولنا من الفقه والحديث والتصوف ليس عليه شيء.

فإن هذا القائل إذا لم يكن قصده انتقاص لفظ لا إله إلا الله؛ ليس عليه شيء، وما أظن أن أحدا من أهل ملة الإسلام يقصد الانتقاص، وإنما قصده بهذا القول ما يضاف إلى القول من التحقيق بالقلب وإخلاص العبودية لله كافة.

Sayfa 45

روينا في (صحيح البخاري) أنه قيل لوهب بن منبه: أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة قال: بلى؟ ولكن ليس مفتاح إلا وله أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح لك. فالتوحيد في الأصل الإفراد قولا وفعلا، بأن تجعل الإله واحدا، والمعبود واحدا، كما قال -عز وجل- {قل هو الله أحد}.

وأصل كل طاعة وعبادة، وربوبية وألوهية هذا، ولهذا كانت هذه السورة تعدل ثلث القرآن، لأنها تحتوي على أحد الأصول الثلاثة التي احتوى عليها القرآن: وهو التوحيد.

فإن تحقيق {قل} أمر بالتوحيد وإن كان أمرا بالتوحيد القولي، فإن شرط التوحيد القولي التوحيد الفعلي. وهو تحقيق ذلك بالقلب، وإفراد الرب بالعبودية والطاعة.

وقد قال الله -عز وجل- {لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد}.

Sayfa 46

وقد قال تعالى في غير موضع: {الله لا إله إلا هو}.

فالتوحيد ضده الشرك وهو أن يشرك مع الله غيره في الربوبية، أو العبادة أو يجعل إله غيره.

AUTO والناس في ذلك أربعة أقسام:

الأول: الموحد بقوله وقلبه وفعله.

الثاني: المشرك بقوله وقلبه وفعله.

الثالث: الموحد بقلبه دون لسانه.

الرابع: الموحد بلسانه دون قلبه.

فأما القسم الأول: وهو الموحد بقوله وفعله فهذا هو خلاصة الخلق وهو الذي ورد في :

1- الحديث الصحيح: ((من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة)).

وأما القسم الثاني: وهو المشرك قولا وفعلا فهذا كافر، لا يحكم له بالإسلام.

Sayfa 47

2- وقد أخبرنا الجماعة منهم ابن السليمي، أنا ابن الزعبوب، أنا الحجار، أنا الزبيدي، أنا السجزي، أنا الداودي، أنا السرخسي، أنا الفربري، أنا البخاري ثنا عمر بن حفص، ثنا أبي، ثنا الأعمش، ثنا شقيق عن عبد الله -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من مات يشرك بالله شيئا دخل النار)) وقلت أنا: من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة.

Sayfa 48

والثالث: الموحد بقلبه دون لسانه، وهذا يقع من الأخرس الذي لا يقدر على النطق، والمكره على لفظ الكفر. كما قال -عز وجل-: {إلا من أكره وقبله مطمئن بالإيمان}.

والرابع: القول باللسان دون القلب وهذا شأن المنافق كما قال -عز وجل-: {اتخذوا أيمانهم جنة}.

فنفس قول لا إله إلا الله باللسان تعصم النفس من القتل وبها يدخل الإنسان في الإسلام ثم لا تفحص عن ما وراء ذلك من تحقيق قلبه.

Sayfa 49