============================================================
إلا أن في القائلة تخصيص وقت منه ، والنهار شائع في جميع أجزاء اليوم، ويستقيم أن يخصص النهار ، فيجعل المراد به الوقت المدلول عليه في الآية الأخرى. ومما يقوي أن النهار يراد به التخصيص قوله { أفأمن أفل القرى أن يأتيهم بأسنا بيائا وهم نائمون . أوأمن أهل القرى أن يأتسهم بأسنا ضحى وهم يلعبون}(1) ، فقوله ضحى} في تخصيص النهار كقوله {أوهم قائلون فالنهار على هذا ينبغي أن يكون في جواب (متى) ذون (كم) ، وقد يجوز أن يكون في جواب (كم) على وضع اسم الجنس موضع بعض الجنس، كماقال تعالى وإنكم لتمرون عليهم مصبحين. وبالليل} (2) .
فأما قوله { ولقد خلقناكم ثم صورناكم}(2) - والمخلوق والمصور واحد - فعلى أحد أمرين: إما أن يكون(4) كما يقولون : هزمناكم يوم كذا، وقتلناكم يوم كذا ، فنزل خلقهم منزلة من سلف منهم . وعلى هذا قوله فلم تقتلون أنبياء الله من قبل (5)، فهذا الخطاب مصروف إلى المخاطبين دون سلفهم ؛ ألا ترى أن تقدير المضاف وحذفه لا يستقيم، وأنه وجه الخطاب إليهم - وإن لم يباشروا ذلك - لرضاهم به : بدلالة موالاتهم لفاعليه، وتركهم البراءة منهم.
والآخر على ): خلقنا أولكم، فيحذف المضاف، ويقام المضاف إليه مقامه (1) سورة الأعراف : 97- 98 باسنا .. أن ياتيهم : ليس في س.
(2) سورة الصافات: 1317- 138.
(3) سورة الأعراف : 11.
(4) غ: أن يجوز.
(5) سورة البقرة : 91.
Sayfa 158