============================================================
المسائا المشكلة اتصاله به على جهة الصفة أو الصلة، ولا يجوز اتصال شيء منهما ها، لما يحدث به من التخصيص، والتخصيص غير جائز في هذا الموضع، لأن القصد خلافه، والغرض عكسه، فإذا لم يخل الفصل من أحد هذين الوجهين، ولم يجز بواحد من الأمرين، ثبت أن الفصل بين (ما) وخبره في هذا الباب غير سائغ ومما جاءت (ما) فيه موصوفة قوله تعالى: إن ثبدوا الصدقات فنعما هي) [البقرة: 271].
الدليل على أها منكورة غير موصوفة: أن صفتها لا تخلو من أن تكون مفردا، أو جملة، وإذا كان مفردا، وحب أن يكون نكرة لإهام الموصوف، وليس ما بعده نكرة ولا جملة، فيكون وصفا، فقد ثبت أنها غير موصوفة وأنها منكورة، فإذا كانت منكورة فوحب أن تكون منصوبة الموضع، وتقديرها عندي: إن ثبدوا الصدقات فالصدقات نعم شيئا، أي: نعم الشيء شيئا إبداؤها، فحذف الإبداء، وأقيم الضمير المضاف إليه مقامه للدلالة عليه.
والدليل على ما ذكرت من حذف المضاف. أنه لا يخلو من أن يكون (هي) ضمير (الصدقات)، وقد حذف الإبداء قبلها، أو ضميره، ولم يحذف قبله المضاف، فلو لم تقدر حذف المضاف لكان على المعنى: إن تبدوا الصدقات فنعم شيئا الصدقات، فكان المدح واقعا على (الصدقات)، وليس المعنى على مدح الصدقات، انما هو على أن إبداعها وإظهارها محمود وممدوخ، وإخفاعها وإيتاءها الفقراء خير.
فموضع (هي) رفع، لما يرتفع عليه هند، من قولك: نعم المرأة هنذ. ولا تكون (ما) في هذه الآية إلا تفسيرا لفاعل (نعم)، كما أن (رجلا ونحوه من الأسماء المنكورة المنصوبة حبعد هذا الفعل وما أشبهه- تفسير لفاعلها وتبيين. فهذا مما جاء فيه (ما) منكورة غير موصوفة.
ومما جاء فيه (ما) منكورة موصوفة قوله: *[مثلا ما بعوضةل [البقرة: 26]، فقد أحاز بحيز أن تكون (ما) نكرة، وأبعوضة وصفا له، وهذا الذي قاله عندي جائز، لما أريتك في الآية من كون (ما) مفردا غير موصوفة، فإما وصفه له باسم النوع فحيك لأن (ما) هذه اسم عام قريب في الإهام والعموم من (ذا)، وحكم هذه الأسماء إذا كانت على هذا الإهام أن يبين بأسماء الأنواع، لمشاركته (ذا) ونحوه في الإهام.
Sayfa 90