226

============================================================

المسائا المشكلة ولا يجوز أن يكون متعلقا بقوله (من الناصحين) في شيء من التقديرين، والقولين اللذين قيلا في الألف واللام، لامتناع تقدمم ما في الصلة علي الموصول، ولأن اسم الفاعل إنما يعمل لشبهه بالفعل، فإذا زال عنه شبه الفعل بالتعريف أو بغير ذلك، لم يجز أن يعمل عمله. ألا ترى أن النحويين لا يجيزون: هذان زيدا ضارب وتاركه، إذا أرادوا هذان ضارب زيدا وتاركه، لامتناع الفعل من الوقوع هنا.

فإذا لم يجز حمل (لك) في الآية على شيء مما ذكرناه، ثبت أنه متعلق بالظرف على ما قدمنا من جواز عمل معى الفعل في الظروف مقدمة.

وليس قوله (فيه) ولا (لك) ولا (على) في قوله: لاوأنا على ذلكم من الشاهدين [الأنبياء: 56] على حد قولك: نصحت لك، وزهدت فيه، وشهدت عليه، لما ذكرناه، ولكن لما قدمناه من الإبانة والزيادة في الإفادة. فهذا ما رأيناه في هذه الآي: فأما قوله: (وكالوا فيه من الزاهدين) فالذي كان يقوله محمد بن السري، أنه يذهب إليه في ذلك، أنه يحمله على: وكانوا زاهدين فيه من الزاهدين وقياس قوله هذا أن تكون الآيتان الأخريان على: إني ناصح لك من الناصحين، وأنا شاهد على ذلكم من الشاهدين، فالظرف في الآي على هذا متعلق باسم الفاعل المضمر، وليس هذا الإضمار في الاطراد والكثرة، كنحو: أزيدا ضربته وزيدا اضربه، وما أشبه هذا، لأن المفسر في هذا مثل المفسر في تعريفه وتنكيره، وليس المفسر في الآية من المفسر كذلك، إلا أن ذلك لا يمنع أن يجيء في كلامهم مثله.

وذكر أن الذي ذهب إليه في هذه الآية مذهب الكسائي، وحمل الكلام على ظاهره، وما عليه الكثرة أولى من أن يحمل على إضمار لم يكثر نظيره ولم يطرد.

فأما قوله: لإولجعل لكما سلطائا فلا يصلون إليكما بآياتنا أنتما وهن اتبعكما الغالبون [القصص: 35]. فيكون قوله: (بآياتنا) على وحهين: أحدهما: أن يتعلق بقوله: (فلا يصلون) فيكون على: ونحعل لكما سلطانا بآياتنا: فإن قلت: فهل يجوز أن يكون متعلقا بقوله: (لأنتما ومن اتبعكما الغالبون) فيكون تبينا لا الغالبون) كما أن (إلى)، و(على) و(فيه) في الآي ل (الناصحين) ولرالزاهدين)؟

Sayfa 226