============================================================
المسائا المشكلسة حاز في الشعر، يعني: كما حذفت (ما) التي في (إما).
قال أبو عثمان: أنا لا أنشده إلا: كأن يؤخذ المرء الكريم فأنصب (يؤخذ)، لأها (أن) الت تنصب الأفعال دخلت عليها كاف التشبيه.
قول سيبويه: كما ألزموا النون (لأفعلن) واللام قولهم: إن كان ليفعل، يريد أن (ما) لزمت الكاف في قولهم: كما أنك هنا، فلم ثحذف، كما ألزموا النون (لأفعلن)، لئلا يلتبس الكاف من (كما أنك)، المتصل بما قبله أو ما بعده، وتقديره أن يكون قبله ب(كأن) التي ضمت الكاف فيه إلى (أن)، فأعمل عمل (أن)، وصارت الكاف لذلك لا موضع ها من الإعراب، وغير متصل مما قبله اتصال حروف الجر بما قبلها.
ونظير الكاف في (كأن) العامل عمل (أن): الكاف في (كأي)، ألا ترى: أها غير متصل بما قبلها، وأها مع (أي) منزلة كلمة واحدة، فألزمت الكاف (ما)، كما ألزمت (لأفعلن) النون، لئلا يلتبس بفعل الحال في نحو قوله: وإن ربك ليحكم بينهم [النحل: 124]، وكما ألزمت اللام إن كان ليفعل، ليلا يلتبس بلإن) النافية نحو: (اإن الكافرون إلا في غرور) [الملك: 20] .
وقد شرحنا هذه اللامات في هذا الكتاب وفي غيره ما نستغي به عن بسطه وتقصيه. فتقول: ألزمت (ما) الكاف هنا، كما ألزمت اللام في: إن كان ليفعل، والنون في ليفعلن، لئلا يلتبس كل واحد من ذلك بما ذكرناه وإحازقم حذف (ما) من (كما) هذه في الشعر، مما يدل على ما ذكرنا من حواز: إما تأتيي آتك، بغير أن تلحق الشرط أحد النونين، لأنه إذا جاز الحذف فيما يؤدي إلى الاشتباه بغيره فجواز حذف ما لا يشتبه بغيره أولى.
وأما قوله: ويدلك على أن الكاف العاملة قولهم: هذا حق مثل ما أنك هنا.
فوجه الدلالة في ذلك أن (أن) انفتحت لما عمل (مثل) في موضعها الجر بالإضافة إليها، كما انفتحت لما أضيفت الكاف إليها، وإنما انفتحت؛ لأن إضافة (مثل) لا يكون إلا إلى الاسم، فإذا كان كذلك كان (أن) في موضع الاسم المضاف إليه، وإذا وقع موقع الاسم انفتحت، وكذلك الكاف، ألا ترى: أها لا تخلو من أن
تكون حرفا أو اسما، وعلى آي قسميها كانت، وحب انفتاح (أن) بعدها لدخوها في كلا وجهيها على الاسم.
Sayfa 127