شيء من السيئات فترجح بها الحسنات، كما في حديث البطاقة، وهذا خلاف من رجحت سيئاته، لأن معه الشرك الأصغر وأتى بعد ذلك بسيئات تنضم إلى ذلك الشرك فترجح سيئاته؛ فإن السيئات تضعف الإيمان واليقين، فيضعف قول "لا إله إلا الله"، فيمتنع الإخلاص في القلب، فيصير المتكلم بها كالهادي، أو النائم، أو من يحسن صوته بآية من القرآن من غير ذوق طعم ولا حلاوة. فالذي قالها بيقين وصدق تام إما ألا يكون مصرا على سيئة، أو يكون توحيده المتضمن لصدقه ويقينه رجح حسناتهم، والذين دخلوا النار فاتهم أحد الشرطين.
(٨٨) سورة تبت نزلت في هذا وامرأته
وهم من أشرف بطنين في قريش، وهو عم علي بن أبي طالب، وهي عمة معاوية، اللذان تداولا الخلافة في الأمة، هذان البطنان بنو أمية وبنو هاشم، وأما أبو بكر وعمر فمن قبيلتين أبعد عنه ﷺ، واتفق في عهدهما ما لم يتفق بعدهما. وليس في القرآن ذم من كفر به ﷺ باسمه إلا هذا وامرأته. ففيه أن الأنساب لا عبرة بها، بل صاحب الشرف يكون ذمه على تخلفه عن الواجب أعظم، كما قال: ﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ﴾ ١ الآية قال النحاس: ﴿تبت يدا﴾ دعاء عليه، ﴿وتب﴾ خبر، وفي قراءة عبد الله: ﴿وقد تب﴾، وقوله: ﴿وما كسب﴾ أي: ولده، فإن قوله: ﴿وما كسب﴾ يتناوله، كما في الحديث: "ولده من كسبه"، واستدل بها على جواز الأكل من مال الولد. ثم أخبر أنه سيصلى، أخبر بزوال الخير وحصول الشر، والصلي الدخول والاحتراق جميعا، وقوله: ﴿حمالة الحطب﴾ إن كان
_________
١ سورة الأحزاب آية: ٣٠.
1 / 71