(٣٨) تكليم الله للعباد على ثلاثة أوجه:
١. من وراء حجاب كموسى.
٢. وبإرسال رسول كما أرسل الملائكة إلى الأنبياء.
٣. وبالإيحاء، وهذا للأولياء فيه نصيب والمرتبتان الأوليان للأنبياء خاصة.
(٣٩) قوله: ﴿إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا﴾ ١ إلخ.
أخبر أنهم ابتدعوا أسماء لا حقيقة لها؛ فيعبدون أسماء لا مسميات لها؛ لأنه ليس في المسمى من الألوهية ولا العزة ولا التقدير شيء، ولم ينزل الله سلطانا بهذه الأسماء.
(٤٠) قوله: "كان الله ولا شيء معه، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء" ٢
ينفي وجود المخلوقات من السموات والأرض وما فيهما، لا ينفي وجود العرش، ولهذا ذهب كثير من السلف إلى أن العرش متقدم على اللوح والقلم، مستدلين بهذا الحديث، وحملوا قوله: "أول ما خلق الله القلم فقال له: اكتب" ٣ إلخ. على هذا الخلق المذكور في قوله: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ﴾ ٤. هذا نظير حديث أبي رزين: "أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه؟ قال: كان في عماء، ما فوقه هواء، وما تحته هواء، ثم خلق عرشه على الماء" ٥ فالخلق المذكور في هذا الحديث لم يدخل فيه العماء؛ وذكر بعضهم أن هذا
_________
١ سورة النجم آية: ٢٣.
٢ البخاري: بدء الخلق (٣١٩٢)، وأحمد (٤/٤٣١) .
٣ الترمذي: القدر (٢١٥٥) .
٤ سورة هود آية: ٧.
٥ الترمذي: تفسير القرآن (٣١٠٩)، وابن ماجه: المقدمة (١٨٢)، وأحمد (٤/١١،٤/١٢) .
1 / 29