خيالُها زوالها" كما تقول: "إنما أنت شُرب الإبل" والمعنى: تشربُ شُربًا مثل شُرب الإبل، فحذفت لعلم السامع.
وحكى أحمد بن يحيى عن أبي عمرو بن العلاء "زوالُها" بالرفع، قال: صادف مثلًا، فأعمله، وهي كلمة يدعى بها، فتركها ولم ينظر إلى القافية ما هي. وعن أبي عبيدة: "زال زوالها" يريد: أزال الله زوالها، فألقى الألف، وإلقاؤها لغة. الأصمعي: "لا أدري ما هذا".
قال أحمد بن يحيى: وقال غيره: زال ذلك الهم زوالها: دعا عليها أن يزول الهم معها حيث زالت.
والقول عندي فيه إنه "زال" التي هي "فعل" من الياء، من قولك: زال الشيء يزيلُه إذا مازُه، وتمييز الشيء من الشيء مفارقة كل واحد منهما للآخر، فكأنه قال: زال الله زوالها، والزوال: التصرف والحركة، فكأنه قال: أذهب الله حركتها، وهذا دعاء بالهلاك ومبالغة فيه؛ لأن الحركة تشمل جميع تصرف الحي وتقلبه، وقد دعوا في الهلاك بما هو أيسر من هذا في المعنى وإن كان المراد بهما واحدًا، وهو قولهم: "أسكت الله نأمته"، والنئيم من التصويت، والصوت ضرب من الحركة.
ويجوز أن يكون المعنى في "زال زوالها" زال ذا زوالها، أي: صاحب