Masail fi al-Fitan
مسائل في الفتن
Yayıncı
مؤسسة الريان للطباعة والنشر والتوزيع
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
Yayın Yeri
بيروت - لبنان
Türler
أبي بكرة ﵁ وقد تقدم في المسالة الرابعة وفيه: (ألا فإذا نزلت أوقعت - أي الفتن - فمن كان له إبل فليلحق بإبله، ومن كانت له غنم فليلحق بغنمه، ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه ...) الحديث.
وفي وصيته ﷺ لعبد الله بن عمرو وقد مرت: (٠ وعليك بأمر خاصتك وإياك وعوامهم».
وأكثر ما تتأكد العزلة في الفتن لأحد صنفين:
أحدهما: من خشي على دينه أن يفتن فيه، ويحول عنه.
الثاني: من كان ذا بأس وشدة يخشى على الناس منه ومن بأسه، ومثله صاحب الرأي والمشورة والدهاء، الذي يخشى على الناس من رأيه. ولذا ورد عن ابن مسعود ﵁ أنه قال لما ذكرت عنده الفتن وسئل: أي أهل ذلك الزمان شر؟ قال: (كل خطيب مسقع، وكل راكب موضع) نقله عنه البغوي في شرح السنة (١٥/ ١٦).
وإنما كان الأمر كما قال: لأن الأول محرض على الفتنة بلسانه، والآخر بسنانه، فاجتمع الشران: شر القول، وشر العمل.
إذا: فالعزلة في الفتن: عند خوف الضررين: القاصر والمتعدي.
فإن قيل: فما فائدة العزلة وقت الفتن؟
فالجواب: أمور:
منها: صيانة الدين عن المساس، والنفس عن التلف والعرض عن الضيم والانتهاك والمال عن الضياع، وقل من شارك في فتنة من الفتن وسلمت له هذه كلها.
ومنها: سلامة الصدر على المسلمين، ولذا جاء عن سعد ﵁ كما تقدم أنه أمر أهله إلاّ يخبروه بشيء من أخبار الناس لما وقعت الفتنة حتى يجتمعوا على إمام، وإنما كان الأمر كذلك: لأن من شارك في الفتن مع فئة
1 / 74