وإن كانت في اللفظ قد وقعت غير صدر. يدلك على ذلك أن التقدير به التقديم، أجازه النحويون (نحو) أن زيدًا طعامك لآكل. /١١ ب فلولا أنه تقدم في التقدير، لم يجز تقديم المفعول به عليه، كما لم يجز هنا. ولو قلت: أن زيدًا آكل لطعامًا، لم يجز هنا. ولو قلت: أن زيدًا آكل لطعامًا، لم يجز، لأن حكم اللام، أن تدخل على الخبر إذا كان في المعنى المبتدأ أو ما يؤول إلى ما هو هو. فإذا اقتضى الخبر، فلا مدخل لها في ما كان فضلة. وإنما دخلت عليها حيث كانت متقدمة للخبر. لأنَّ التقدير بهذا الدخول عليه، كما كان التقدير به التقديم، وعلى هذا قوله:
٩٤ - أن أمرأ خصني عمدا مودته
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . فدخلت على الفضلة حيث كان الخبر بعدها. ومما يدلك على أنَّ التقدير به التقديم قولهم: إنك لرجل صدق. فوقعت على (أن)، وصار هذا الإبدال إلى الهمزة من الفصل الموقع بينهما بالمبتدأ في المعنى، أو بالظرف، وذلك نحو: إن عندك لزيدا و(.... إن في ذلك لآية .....) وإن زيدا لقائم، فالأبدال هنا كالفصل. ألا ترى (إنما) لم تجتمع مع الحرف على الصورة التي تكون عليها في أكثر الكلام، فأما اللام فيشبه أن تكون زائدة. ومما جاء في ذلك ما أنشده أبو زيد:
٩٥ - وأما لهنك من تذكر أهلها
لعلى شفا يأس، وأن لم تيأس
1 / 122