Parlak Lambalar
المصابيح الساطعة الأنوار
Türler
ثم قال: ((وجعلنا الليل لباسا (10))) يقول: غاشيا لكم ملبسا عليكم ما يلبسكم من ظلامه، ويقع عليكم عند هجومه من ادلهمامه، فسماه الله لباسا؛ إذ كان يلبس الأرض ظلمته، ويغلبها اسوداده، فيستر منها القريب الداني، ويواري معها بظلمته المختفي المتواري، فلما أن ستر بظلامه ما ستر، وألبس الأرض ما حجب الناظر به عن النظر، وستر عنه ما يكشفه النور من الخبر قيل: لباس ملبس، وكذلك تقول العرب: أرخى الليل ستره، وضرب الليل بسجفه، وألبس الليل الأرض ثوبه، تريد ألبسها من ظلمته ما كان سترا [لها] وحجابا دونها، فسمي بذلك الليل لباسا.
ثم قال: ((وجعلنا النهار معاشا (11))) يريد سبحانه متعيشا للناس، ومكتسبا يكتسبون فيه المعاش، ويطلبون فيه المراش فلما كانت المعائش من الصناعات وغيرها مما يكتسب به المعائش لا تكون إلا في النهار قال الله سبحانه: ((وجعلنا النهار معاشا (11))) إذ جعله للمعائش سببا ووقتا ومطلبا.
ثم قال سبحانه: ((وبنينا فوقكم سبعا شدادا (12))) يعني بالسبع الشداد: السموات المبنيات، وهن الطرائق المركبات المجعولات، فذكر سبحانه ما جعل من السماوات التي جعلهن دليلا عليه وآيات، ولما فيهن وفي من يسكنهن من الدلالات المنيرات على الجاعل لهن، المقدر لتركيبهن، الممسك بلا عمد لهن.
Sayfa 334