Parlak Lambalar
المصابيح الساطعة الأنوار
Türler
وتأويل ((إن إلى ربك الرجعى)) فهو إلى الله المعاد في قيامة الموتى، ثم قال سبحانه لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أرأيت الذي ينهى (9) عبدا إذا صلى (10) أرأيت إن كان على الهدى (11) أو أمر بالتقوى)) تثبيتا له عليه السلام، وتعريفا وتبيينا أيضا لمن كفر به، وتوقيفا على ما يعرفون ولا ينكرون، وماهم به جميعا كلهم مقرون، من أنه ليس لأحد أن ينهى عبدا من عباد الله عن الصلاة والأمر بالتقوى لله، فتأويل ((أرأيت)) فهو أرأيت أنت ومن معك ممن يرى كما ترون، وكلهم جميعا يرى أن كل من صلى من خلق الله، وأمر بما يحب الله ويرضى مبتغيا بذلك رضوان الله، وطالبا بذلك لما عند الله مصيبا لذلك في رشده وهداه، قد أصاب بذلك طاعته ورضاه.
أليس من نهاه عندهم عن ذلك وآذاه فقد استوجب لعنة الله وإخزاءه، وكذلك كل عبد لله أمر بالتقوى والإجلال لله كما كان يصلي محمد صلى الله عليه وآله وسلم لله ولمرضاته، ويأمر باتقاء الله جل ثناؤه ومخافته، وكل ما كان فيه من ذلك كله عندهم فحميد، ومن يعمل لله بذلك فيهم فرشيد.
ثم قال سبحانه لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أرأيت إن كذب وتولى)) تأويل مايقرأ من ذلك ويتلى، أفرأيت من كذب به بعد إقراره بما يصف وتولى في ذلك عما يعرف من أنه ليس له أن ينهى عبدا عن أن يصلي لله، ولكن أن يأمر بما هو الهدى عنده من تقوى الله.
((ألم يعلم)) من فعل ذلك ((بأن الله يرى)) فيخاف أن يؤاخذه الله بفعله ويجزي.
Sayfa 217