وانظر فيما رواه الباقر عليه السلام: فإنه قال: <إن كان أمير المؤمنين علي عليه السلام ليأكل أكلة العبد، ويجلس جلسة العبد، وإن كان ليشتري القميصين السنبلانيين ويخير غلامه خيرهما ثم يلبس الآخر، فإذا جاوز كمه أصابعه قطعه، وإذا جاوز كفيه حذفه، ولقد ولي خمس سنين ما وضع آجرة على آجرة، ولا لبنة على لبنة، ولا قطع قطيعا، ولا أورث بيضاء ولا حمراء، وإن كان ليعطي خبز البر واللحم وينصرف إلى منزله فيأكل خبز الشعير والزيت والخل، وما ورد عليه أمران كلاهما رضى لله إلا أخذ بأشدهما على بدنه، ولقد أعتق ألف مملوك من كد يده، وما أطاق عمله أحد من الناس، وإن كان ليصلي في اليوم والليلة ألف ركعة، وإن أقرب الناس شبها بع علي بن الحسين عليهم السلام، ما أطاق عمله أحد من الناس بعده >أه.
قال الإمام أحمد بن سليمان في كتاب الحكمة الدرية: <دخل أبو جعفر محمد بن علي عليهما السلام على أبيه قال: فإذا هو قد بلغ من العبادة ما لم أر أحدا قط بلغه، وإذا به قد اصفر لونه ورمضت عيناه من البكاء، ودبرت جبهته وانخرمت أنفه من السجود، وورمت شفتاه وقدماه من الصلاة، فرأيته بحال فلم أملك أن بكيت من رحمته، فإذا به ينظر إلي، ثم قال: يا بني اعطني بعض تلك الصحف التي فيها عبادة علي. فأعطيته بعضها فما قرأ منها إلا شيئا يسيرا حتى رمى به تضجرا، وقال: من يقوى على عبادة علي صلوات الله عليه.
وفي تفسير ابن عباس رضي الله عنه قال: <ما أنزل الله تعالى في القرآن يا أيها الذين آمنوا إلا وعلي أميرها وشريفها>.
Sayfa 16