الكاتب العدل :
لقد شرحت لي يا سيدي المقاصد التي تنويها، ولدي ما أقوله لك في هذا السبيل، وهو أنك لن تستطيع أن تنيل امرأتك شيئا بوصيتك.
أرغان :
ولكن لماذا؟
الكاتب العدل :
لأن العادة تقف حائلا، فلو كنت في بلاد تعالج فيها الحقوق بالكتابة لصح ذلك، ولكن في باريس وفي البلدان المتأثرة بالتقاليد أو ببعضها على الأقل لن يصح ذلك، وكل محاولة من هذا القبيل تذهب عبثا.
أرغان :
إنها لعادة وقحة جدا أن لا يستطيع الزوج أن يترك شيئا لامرأة يحبها وتحبه وتعتني به! تحدثني نفسي أن أستشير المحامي لأعلم بأي وسيلة أستطيع أن أقوم بهذا العمل.
الكاتب العدل :
لا ينبغي لك أن تلجأ إلى المحامين؛ إذ إن هؤلاء كثيرا ما يكونون صارمين في أمور كهذه ويعتقدون أنها جريمة كبيرة أن يجاوزوا حد القانون، وهؤلاء الناس يجهلون واجبات الضمير، على أن هنالك من نستطيع أن نستشيرهم، فهم يستحلون مجاوزة الشريعة برفق، ويعرفون أن يجعلوا عدلا ما ليس مسموحا به، وأن يمهدوا الصعوبات ويجدوا وسائل لتعديل العادات والتقاليد بطرق خاصة، ولولا هؤلاء لبقي العالم يرزح تحت مشاكل عديدة؛ إذ إن تسهيل الأمور من ضروريات الحياة.
Bilinmeyen sayfa