145

Marham Cilal Mucdila

مرهم العلل المعضلة في الرد على أئمة المعتزلة

Araştırmacı

محمود محمد محمود حسن نصار

Yayıncı

دار الجيل-لبنان

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤١٢هـ - ١٩٩٢م

Yayın Yeri

بيروت

بَيَان كسب العَبْد لأفعاله ونسبتها إِلَيْهِ مَعَ خلق الله لَهَا وتقديرها عَلَيْهِ اعْلَم أَن جَمِيع مَا قَدرنَا من انْفِرَاد الْبَارِي تَعَالَى بِخلق أَفعَال الْعباد واختراعها وإيجادها وإبداعها خَيرهَا وشرها نَفعهَا وضرها لَا يُخرجهَا عَن كَونهَا مقدورة للْعَبد يخلق الله لَهُ قدرَة يقوى بهَا على الِاكْتِسَاب فَهُوَ تَعَالَى خَالق المسببات والأسباب خلق الْقَادِر وَالْقُدْرَة والمقدور مَعًا وَخلق الِاخْتِيَار وَالْمُخْتَار جَمِيعًا خلقنَا وَخلق الْفِعْل فِينَا ﴿وَالله خَلقكُم وَمَا تَعْمَلُونَ﴾ وَخلق فِينَا اختيارنا ﴿وَمَا تشاؤون إِلَّا أَن يَشَاء الله رب الْعَالمين﴾ وَأظْهر فِينَا الِاكْتِسَاب ومكننا مِنْهُ بِخلق الداعية إِلَيْهِ وَالْقُدْرَة عَلَيْهِ فالداعية مخلوقة قبله وَالْقُدْرَة مُقَارنَة لَهُ خلافًا للمعتزلة وَقد قدمنَا فِي ذَلِك الْأَدِلَّة وَنسب الْفِعْل إِلَيْنَا لظُهُوره فِينَا واختيارنا لَهُ واكتسابنا وَقد تقدم بَيَان الِاسْتِطَاعَة وَأَن الْبَارِي تَعَالَى خَالق كل شَيْء وَمن ذَلِك الْمعْصِيَة وَالطَّاعَة وَقد نطق الْقُرْآن الْكَرِيم بِمَا ذكرنَا من خلق الله أفعالنا بِوَاسِطَة

1 / 170