Cennetin Merdivenleri
مراقي الجنان بالسخاء وقضاء حوائج الإخوان
Türler
كان لي صديق من عذرة يقال له الجعد بن مهجع، وكان أحد بني سلامان، وكان يلقى مثل الذي ألقى من الصبابة بالنساء والوجد بهن، على أنه كان لا عاهر الخلوة، ولا سريع السلوة، وكان يوافي الموسم في كل سنة، فإذا راث عن وقته توكفت له الأسفار، وترجمت عنه الأخبار حتى يقدم. فغمني ذلك سنة إبطاؤه حتى قدم حجاج عذرة، فأتيت القوم أنشد صاحبي، وإذا غلام قد تنفس الصعداء، ثم قال: عن أبي مسهر تسأل؟.
قلت: عنه أسأل وإياه أردت.
قال: هيهات هيهات، أصبح والله أبو مسهر لا مؤيس فيهمل ولا مرجو فيعلل، أصبح والله كما قال القائل:
لعمرك ما حبي لأسماء تاركي ... أعيش ولا أقضى به فأموت
قال: قلت: وما الذي به؟.
قال: مثل الذي بك في تهوككما في الضلال وجركما أذيال الخسار، فكأنكما لم تسمعا بجنة ولا نار.
قلت: من أنت منه يا ابن أخي؟ قال: أخوه.
قلت: أما والله يا ابن أخي ما يمنعك أن تسلك مسلك أخيك من الأدب وأن تركب مركبه إلا أنك وأخاك كالبرد والبجاد، لا ترفعه ولا يرفعك.
ثم صرفت وجه ناقتي وأنا أقول:
أرائحة حجاج عذرة وجهة ... ولما يرح في القوم جعد بن مهجع
خليلان نشكو ما نلاقي من الهوى ... متى ما يقل أسمع وإن قلت يسمع
ألا ليت شعري أي شيء أصابه ... فلي زفرات هجن من بين أضلعي
Sayfa 134