Kadın Erkeğin Oyuncağı Değildir
المرأة ليست لعبة الرجل
Türler
ويجب أن تكون لنا فلسفة عن المرأة. ولا أعني رأيا، وإنما أعني فلسفة، بحيث نبحث وندرس حال المرأة ومستقبلها في آلاف السنين القادمة في مصر. وفلسفتنا عن المرأة لا تقل في قيمتها عن فلسفتنا عن معاني الحرية والاستقلال والإنسانية بل قد تزيد على بعضها.
وقد وجدت هناك التباسات بشأن فلسفتي عن المرأة، تجاوزت القاهرة إلى لندن؛ ولذلك أحتاج إلى بعض الإيضاح.
فقد ألقت الآنسة سيلفيا هيم حديثا من محطة الإذاعة البريطانية في لندن يوم 28 من يناير/كانون الثاني الماضي، تناولت فيه موقفي من ناحية المرأة إلى جنب مواقف أخرى لي وانتقدت بعض ما قلت. وفهمت من كلام هذه الآنسة أنها قرأت كتابي «تربية سلامة موسى» إما في أصله العربي وإما في الترجمة التي قامت بها مؤسسة روكفيلر.
وخلاصة ما نقلته عني أني قلت إني عندما اصطدمت بالحضارة الأوربية في باريس حوالي 1910 كان أعظم ما أثر في نفسي هذا الفرق الشاسع بين شخصية المرأة النشطة المتنبهة العاملة الاجتماعية، وبين شخصية المرأة المصرية التي انزوت في البيت وتحجبت وقنعت من الدنيا بخدمة زوجها وأولادها. ولكني لما درست المجتمع الأوربي وجلت في عواصم أوربا، اتضح لي أن الفرق بين المرأة المصرية والمرأة الأوربية ليس عظيما. وإنما هو تفاوت فقط في درجات الحرية؛ لأن الواقع أن المرأة في كل مكان في العالم، في مصر وفي أوربا، لا تزال دون الرجل لم ترتفع من الأنثوية إلى الإنسانية.
ثم تساءلت: وهل ارتفع الرجال إلى الإنسانية؟
هذا هو سؤال الآنسة سيلفيا هيم. وهو عندي تهارب وتمحل وإحالة، أكثر مما هو مواجهة للحقائق.
ذلك أن الرجل يعمل في المجتمع الوطني أو البشري، وتتسع آفاقه، وينتج، ويحس أنه يخدم الألوف والملايين من البشر، ويقرأ ويدرس ويختبر ويتألم، ويكافح من أجل الحرية والشرف. وفي هذا كثير من الإنسانية إذا عمدنا إلى المقارنة بين نشاطه هذا وبين نشاط المرأة المحدود بحدود البيت، حيث ترصد حياتها لخدمة ثلاثة أو أربعة أشخاص هم زوجها وولدان أو ثلاثة أولاد.
وأنا هنا، في هذا الرأي، في صحبة عظيم يحترمه الشرقيون والغربيون معا، هو ابن رشد الأندلسي.
فقد نقل «دي بور» المستشرق الهولندي في كتابه عن فلاسفة المسلمين (ترجمة محمد أبو ريدة) عن هذا العظيم الذي عاش في أواخر القرن الثاني عشر وأوائل الثالث عشر، أنه كان يقول بأنه:
يجب على النساء أن يقمن بخدمة المجتمع والدولة قيام الرجال ... وأن الكثير من فقر عصره وشقائه يرجع إلى أن الرجل يمسك المرأة لنفسه كأنها نبات أو حيوان أليف لمجرد متاع فان بدلا من أن يمكنها من المشاركة في إنتاج الثروة المادية والعقلية وفي حفظها.
Bilinmeyen sayfa