Kadın Erkeğin Oyuncağı Değildir
المرأة ليست لعبة الرجل
Türler
الرجل الفارغ الثري؛ أي المعطل الثري، هو أسوأ الطرز الاجتماعية للإنسان. وقد كان الإقطاعيون على هذا الحال في بلادنا، وكان فسادهم يتجاوزهم إلى فساد من يحيطون بهم. وكانوا يفسدون لأنهم معطلون فقدوا الكرامة الذاتية بسبب التعطل. ولو أنك فجأت واحدا منهم وهو قاعد في استرخاء الكسل، لوجدت أفكاره وخواطره التي تشغله إما إجرامية مؤذية، وإما جنسية مهلكة، وإما سخيفة مضحكة. وهو طاقة متربصة للأعمال والملذات الشاذة أو المؤذية.
إن السلوك الاجتماعي الحسن يقتضي من كل فرد في المجتمع إنتاجا حسنا. والرجل الفاضل إنما يقاس فضله بأنه أنتج أكثر مما استهلك، فإذا كان إنتاجه كبيرا فإن فضله أيضا كبير. أما إذا كان استهلاكه أكبر من إنتاجه فإنه عبء على المجتمع، وهو بمثابة السل الذي يتأكل جسمه وينقص كفاءته.
هذا هو مقياس الرجل الفاضل في عصرنا العلمي الفلسفي، وقل عنه ما شئت بعد ذلك، ولكنه فاضل لأنه عندما يموت سيكون المجتمع الذي عاش فيه أغنى بحياته مما كان قبل أن يولد. أغنى في الثراء النفسي أو الثراء المادي أو الثراء الذهني؛ أي أغنى لأنه وجد منه سلعة أو خدمة.
ولكن هذا الذي ذكرناه عن الرجل ينطبق بكل قوته على المرأة؛ إذ هي إنسان مثله لها كرامة ذاتية وكرامة اجتماعية، إذا أنتجت أحست بالكرامة، وإذا عطلت عن العمل المنتج أحست بكل ما يحسه الرجل المعطل، وأضرت المجتمع بكل ما يضر به الرجل المعطل حتى ولو كان ثريا.
والمرأة في بلادنا، في الطبقة المتوسطة المتيسرة وفي الطبقة العالية الثرية، لا تعمل ولا تنتج. وهي، بما لها من خدم يحرمونها حتى العمل في البيت، تقعد فارغة في المنزل. وهذا الفراغ يؤذيها؛ إذ هي تسأمه. وقد تعالج هذا السأم بضروب من العلاجات التي تهتدي إليها بتفكيرها أو بالأحرى بخواطرها السائبة.
فهي ترفه عن نفسها وتطرد هذا السأم بالإسراف في التدخين حتى تفقد جمالها وصحتها. أو هي تأكل كثيرا لأن المضغ المستمر يجعلها تحس لذة طفلية سرعان ما تتملكها فتسرف في الشره حتى تسمن وتعود كتلة قبيحة من السمن. أو هي تلجأ من وقت لآخر إلى السرير للاسترخاء وتستسلم لخواطر جنسية مرفهة قد تنتهي بتراكمها وتكرارها إلى الوقوع في الإثم.
وفراغ المرأة - أي تعطلها - أسوأ من فراغ الرجل؛ لأنه هو يستطيع أن يشغله في نشاط اجتماعي، أما هي فلا تجد في مجتمعنا الانفصالي ما يتيح لها هذا النشاط، فهي تقعد في البيت تجتر خواطرها. ولا يمكن أن يؤدي هذا الاجترار إلى صحة النفس.
الرجل الثري الفارغ يختلط بالمجتمع في نشاط قد يكون سطحيا ولكنه يخفف عنه توترات التعطل. فهو يغشى الملاهي ويعشق السباحة، ويزور الأقطار الأجنبية، ويعرف المقاهي والأندية، وله أصدقاء يسامرونه في المقهى والنادي. ثم فوق هذا له حقوق في سياسة بلاده، فهو يقرأ الجريدة أو المجلة بإحساس المسئولية أو الطموح. وهو في كل هذا يجد الصحة النفسية، أو على الأقل لا يجد بواعث المرض النفسي.
أما المرأة الثرية الفارغة - أي المتعطلة - التي حرمناها الاختلاط بالمجتمع، فتقعد في البيت وحيدة منعزلة، قد تقرأ الجريدة أو المجلة ولكن شئون بلادها عندئذ لا تختلف من شئون الصين أو اليابان إذ هي محرومة الحقوق في هذه الشئون، فهي متفرجة غير مشتركة. ولذلك تستسلم لخواطر، بل هواجس، انفرادية أو جنسية أو إجرامية، كما تستسلم لعادات اجتماعية سيئة.
إن من حق المرأة المصرية أن تجد مثل نساء العالم المتمدن العمل الاجتماعي المنتج الذي يشعرها أنها إنسان اجتماعي نافع.
Bilinmeyen sayfa