Kadın Erkeğin Oyuncağı Değildir
المرأة ليست لعبة الرجل
Türler
لأن الذكاء والعبقرية والشخصية صفات اجتماعية أكثر مما هي ميزات طبيعية موروثة، بل لا يكاد يكون للميزات الوراثية غير أقل الأثر فيها.
إن الذين اتصلت حياتهم بحياة المسجونين، وأمضوا مددا طويلة في السجون في بعض وظائفها، يتهمون هؤلاء المسجونين ببلادة الذهن ووحشية الإحساس؛ ولذلك نجد أن السجان يقسو عليهم ويغلظ في معاملتهم اعتقادا بأنهم من الحيوانات وليسوا من الناس، وأنهم كذلك لفطرتهم التي ولدوا بها. وبعيد أن تجد سجانا يقول بأن المسجونين يمكن إصلاحهم أو تربيتهم أو يجب أن نعاملهم بالرقة والعطف والإنسانية؛ ذلك أنه مقتنع بأنهم أشرار بطبيعتهم ومحال إصلاحهم. وهو هنا لا يختلف من أولئك الكتاب بل «الأدباء» الذين يصفون المرأة باللؤم ويقولون كما قال مصطفى صادق الرافعي: «قيل لحية سامة: أكان يسرك لو خلقت امرأة؟ قالت: فأنا امرأة غير أن سمي في الناب وسمها في لسانها.»
هذا الاحتقار، هذا البغض للمرأة، إنما يرجع إلى أننا حبسناها في البيت - كما نسجن المجرمين في السجن - وحرمناها الكثير من الحقوق البشرية البدائية، ثم فوق ذلك حرمناها هذا الذكاء الإنساني الذي ينشأ من الاختلاط بالمجتمع. وفي وسط هذا البيت، تحت ضغط الحرمان، نشأت عندها من المكر ألوان احتاجت إليها كي تحيا بها وتحصل على القليل الممكن من حقوقها.
وإنما تبلد المسجونون وفقدوا ذكاءهم وشملتهم وحشية لأنهم حرموا الحياة في المجتمع، فحرموا الإحساسات الإنسانية والذكاء الاجتماعي، وكذلك المرأة حرمناها المجتمع وحبسناها في البيت لا تعرف ولا تعامل من البشر غير زوجها وأطفالها، فحرمت الذكاء الاجتماعي وتبلدت عواطفها. وعند ذلك، اتهمناها بالنقص في الذكاء وبالمكر، بل وصفناها بأنها «حية سامة».
وأرجو ألا يظن القارئ أني أنتقص من قيمة البيت، فإنه بلا شك مملكة المرأة. وإنما أقصد إلى أن المرأة، كي يبقى ذكاؤها يقظا ومعارفها في توسع وتجدد، يجب أن تحيا أيضا في المجتمع كما تحيا في البيت، وأن يكون لها نشاط دستوري ومدني واجتماعي وثقافي حتى تتعدد اهتماماتها، وحتى تبقى عضوا متطورا عاملا في ارتقاء الأمة وتطورها، وحتى تتكون شخصيتها وتنضج مثل الرجل سواء.
نساؤنا المتعطلات
أعظم ما يكسبنا الكرامة الذاتية بحيث نصمد للحوادث ونتغلب على الصعوبات، هو إحساسنا بأننا ننتج وأن لنا قدرة على أن ننفع ونخدم، وأن لنا براعة أو مهارة في عمل معين، ولنا نشاط نؤديه ونسر به. وقد لا نكسب شيئا من هذا الإنتاج، ولكن إحساسنا به يجعلنا نحس بكرامتنا الذاتية.
فإذا أضيف إلى إنتاجنا كسب مالي نعيش به، فإن كرامتنا لن تكون ذاتية فقط بل اجتماعية أيضا؛ لأن المجتمع الاقتنائي الذي نعيش فيه يحترم القيمة المالية لكل إنسان ، وبناؤه يقوم على هذا الأساس قبل أن يقوم على الإنتاج أو الخدمة؛ ولذلك هو يحترمنا، في أغلب الأحوال، بقدر نجاحنا في جمع المال.
وحين نفقد، نحن الرجال، القدرة على الإنتاج والقدرة على الكسب؛ أي حين نعطل عن العمل، نحس أننا قد فقدنا كرامتنا الذاتية وكرامتنا الاجتماعية معا. وهذا الإحساس يتعسنا لأن الإنسان اجتماعي، وهو يحب ويجهد على الدوام كي تكون له مكانة اجتماعية مرموقة. وكثيرا ما أرى المعطلين من الشبان في حال من الذهول الذي يقارب الجنون بسبب تعطلهم، وهم يحاولون أحيانا تغطية هذا الإحساس بشتى ألوان النشاط السطحي أو المزور، أو حتى الإجرامي، كي تخف حدة توتراتهم الناشئة من التعطل والعقم.
وقد يكون للرجل الفارغ - أي المعطل - مال موروث يعيش منه، وهو يكسب منه الكرامة الاجتماعية؛ أي احترام الناس، ولكنه حين يتأمل نفسه لا يجد الكرامة الذاتية؛ إذ هو غير منتج، لا يصنع سلعة ولا يؤدي خدمة. وقد يدفعه هذا الإحساس إلى أن يكون غير اجتماعي أيضا؛ أي يستحيل إلى كتلة مطبقة من الأنانية ينشد اللذات والمتع الشخصية فقط. وكثيرا ما نجد بعض الوارثين على هذه الحال، أحاديثهم عن مباريات كرة القدم أو جياد السباق، أو اقتحاماتهم في باريس أو القاهرة، أو معاكساتهم لجيرانهم في الزراعة إذا كانوا من أثرياء الريف، أو نحو ذلك.
Bilinmeyen sayfa