Kadın Erkeğin Oyuncağı Değildir
المرأة ليست لعبة الرجل
Türler
المجتمع يربينا، ويكون شخصيتنا، ويعين أهدافنا، ومنه نأخذ الميزان الذي نزن به القيم، فنقول: هذا فضيلة، وهذا رذيلة.
ونحن في المجتمع نحترف حرفة ما نرتزق بها؛ أي نأكل منها لقمة العيش. وهذه الحرفة تضطرنا إلى أن نحسن مهارة معينة، وإلى أن ننتج شيئا يحتاج إليه المجتمع، إما سلعة وإما خدمة. وهذا الإنتاج وحده، وليس شيئا آخر غيره، هو الذي يكسبنا معاني الفضيلة والرذيلة، والفرق بين الرجل الصالح والرجل الفاسد، ومعاني المروءة والشرف والإنسانية.
نحن الرجال، بالحرفة وبالاختلاط بالمجتمع، نتعلم ونتربى، فنقصد إلى مكاتبنا أو مصانعنا أو مزارعنا في مواعيد نواظب عليها. ونسأل ونستفهم عن الحرف والصناعات من حيث ما تحتاج إليه من مجهود، أو ما يعين لها من مكافأة. ونسمع عن اختراع جديد فنقبل عليه، أو عن سلعة جديدة فنتجر بها؛ ولذلك نهتم بالحرية والشرف، لأن لهما قيمة في أنفسنا، من حيث إن غيابهما أو إفسادهما يؤذينا في عيشنا وإحساسنا وضميرنا.
واختلاطنا بالمجتمع يحملنا على الاهتمام بالسياسة والعلم والأدب لأننا نجد أن حياتنا متصلة بكل هذه الأشياء لاتصالنا بالمجتمع.
ما الذي نعني حين نقول إنه يجب أن تكون لنا أهداف إنسانية؟
نعني أننا يجب أن نهتم بالعدل والكرامة والعلم والسياسة. ويجب أن نقرأ الجرائد لهذا السبب. ومرجع هذه الاهتمامات جميعها أننا من المجتمع، وفي المجتمع، لنا عواطفه، ونختلط به، ونحترف فيه حرفة منتجة؛ أي لنا إحساس اجتماعي.
فضائلنا جميعها اجتماعية، والرجل الذي يحيا في الصحراء منفردا لا يمكن أن يكون فاضلا أو رذلا، عظيما أو دنيئا، عادلا أو ظالما؛ لأن هذه الصفات جميعها هي صفات اجتماعية، صلة الفرد بالمجتمع.
فإذا حرمنا إنسانا الاختلاط بالمجتمع، والإنتاج للمجتمع؛ فإننا بذلك نحرمه الإحساس الاجتماعي بكل ما يحمل هذا الإحساس من مسئولية وفضيلة وشرف وإنسانية.
وهذا هو حال المرأة كما نعاملها الآن. إننا نفرض عليها الانفصال من المجتمع بالبقاء في البيت، فكأنها هذا الرجل الذي قلنا إنه يعيش في الصحراء. وصحيح أنها لم تبلغ مبلغه في الانفراد؛ لأنها تحس شيئا من المسئولية والشرف والمروءة بقوة الخدمة والاختلاط في بيتها، بينها وبين زوجها وثلاثة أو أربعة أبناء وبنات.
لكن إحساسها هذا ناقص؛ إذ هو محدود بجدران البيت، ولذلك لا تحس ما نحسه نحن الرجال من المسئولية واليقظة والقيم الاجتماعية. وبكلمة أخرى هي، بالمقارنة بنا، إنسان ناقص في تربيته.
Bilinmeyen sayfa