Kadın Erkeğin Oyuncağı Değildir
المرأة ليست لعبة الرجل
Türler
كان الرجال يتجنبون النساء قبل الصيد حتى لا تنتقل عدوى الدم إليهم فينزفوا مثلها. وهم لن ينزفوا إلا بعد أن يقتلوا. وكان خطر المرأة أكبر عليهم مدة الولادة؛ لأن نزفها عندئذ أكبر.
هذا هو منطق السحر البدائي؛ السحر بالعدوى.
وشبيه بهذا أيضا نجاسة الأرملة وحجابها؛ لأنها، كما مات زوجها، يمكن أن تنقل هذا الشؤم إلى أي امرأة أخرى، بل إلى أي رجل يراها. ولذلك روى الزمخشري في «غريب الحديث» أن الأرملة نجسة، ما مست شيئا إلا أفسدته، وهو يعزو هذا القول إلى سيدة عربية.
ولذلك نشأت عادة اختفاء الأرملة.
أصبحت المرأة، في عصر الصيد، عنوان الدم؛ أي شؤما على الرجال.
ومن هنا نشأ الحجاب؛ أي الانفصال بين الجنسين. ونشأت فكرة النجاسة من الاتصال الجنسي. ونشأت فكرة التطهر بعد هذا الاتصال، وبعد الولادة، وبعد الحيض عند المرأة. وعم الحجاب جميع الجماعات التي كانت تعيش بالصيد.
وجاء وقت، عند الأمم القديمة، كان السحر فيه وقفا على المرأة؛ لأن الخوف منها كان أكبر بما تحمل من شؤم الدم المنزوف.
فلما ظهرت الزراعة واستغنى بها البشر عن الصيد أدت ممارسة الزراعة إلى اشتراك الرجل والمرأة في أعمال الحقل وجمع المحصول. فعادت المرأة زميلة الرجل، ولم تعد خصيمته تنقل إليه أذى الدم وشؤمه. ولكن لم يلغ الحجاب مباشرة بعد الزراعة؛ لأن للعادات الاجتماعية قوة البقاء مدة ما حتى بعد زوال أسبابها.
وكأن الزراعة قد عادت بالبشر إلى العصر الذي سبق الصيد، حين كانت المرأة وحدها أساس العائلة. ولذلك لا نكاد نجد في مصر، التي اخترعت الزراعة حوالي 12 ألفا قبل الميلاد، لا نجد أثرا لنجاسة المرأة أو للحجاب؛ لأن هذه المدة الطويلة قد أنست الرجال شؤم الدم. وإن كنا مع ذلك ما زلنا نجد كلمة واحدة في لغتهم تعبر عن المعنيين: القتل والأكل. وهذه الكلمة تعود بنا إلى عصر الصيد، ولا بد أن المرأة كانت وقتئذ نجسة.
وقد قوي الحجاب عند العرب وسائر الأمم البدوية؛ لأنها بقيت تعيش في عصر الصيد ولا تكاد تعرف الزراعة. ثم عرفت بعد ذلك الغزو. وشؤم الدم هنا يزيد على شؤمه أيام الصيد؛ لأن الغزو يجعل الغزاة عرضة للقتل أكثر من الصيد.
Bilinmeyen sayfa