ألا فتى نال العلا بهمه
ليس أبوه بابن عم أمه
ترى الرجال تهتدي بأمه
ولذلك جاء في الحديث: اغتربوا لا تضووا. أي تزوجوا في الأجنبيات ولا تتزوجوا في العمومة.
ولكنهم في ضد ذلك كانوا يتزوجون أحيانا بنساء آبائهم، كما ذكر الأصبهاني في آمنة بنت أبان أنه لما مات عنها أمية بن عبد شمس تزوجها من بعده ابنه أبو عمر. وقال: وكان هذا نكاحا تنكحه الجاهلية فأنزل الله تعالى تحريمه قال:
ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا
فسمي نكاح المقت.
وقد يتوهم كثير من الناس أن النساء في ذلك العهد، كن يتزوجن من يختاره لهن ذووهن ويكرهن على الاقتران بمن لا يعرفنه أو لا يرغبن فيه. وهذا، وإن كان يجري بعضه أحيانا، لا يصح في الإطلاق، بل كانت الأنثى مخيرة في الغالب تختار من تشاء، وتتزوج من تعرف إذا لم يكن ثم ما يمنع زواجها كما سبق مما يخشى منه على طيب الذكر، أو يبعث تحدث الناس. وقد جاء على ذلك شواهد كثيرة، أجتزئ منها بما نقلوه عن الخنساء الشاعرة من أنها كانت تهنأ بعيرا لها، ودريد بن الصمة يراها وهي لا تشعر به، فأعجبته فانصرف وأنشد أبياتا منها:
ما إن رأيت ولا سمعت به
كاليوم طالي أينق جرب
Bilinmeyen sayfa