ومظنون أن هاهنا نحوا آخر للمتقدم خارجا من الأنحاء التى ذكرت. فإن السبب من الشيئين اللذين يرجعان بالتكافؤ فى لزوم الوجود على أى جهة كان سببا لوجود الشىء الآخر — فبالواجب يقال إنه متقدم بالطبع. ومن البين أن هاهنا أشياء ما تجرى هذا المجرى: أن «الإنسان موجود» — يرجع بالتكافؤ لزوم الوجود على القول الصادق فيه. فإنه إن كان الإنسان موجودا فإن القول بأن «الإنسان موجود» صادق؛ وذلك يرجع بالتكافؤ. فإنه إن كان القول بأن «الإنسان موجود» صادقا، فإن الإنسان، موجود. إلا أن القول الصادق لا يمكن أن يكون سببا لوجود الأمر، بل الذى يظهر أن الأمر سبب، على جهة من الجهات، لصدق القول؛ وذلك أن بوجود الأمر أو بأنه غير موجود يقال إن القول صادق أو كاذب.
فيكون قد يقال إن شيئا متقدم لغيره على خمسة أوجه.
[chapter 13] فى «معا»
يقال «معا» على الإطلاق والتحقيق فى الشيئين إذا كان تكونهما فى زمان واحد بعينه، فإنه ليس واحد منهما متقدما ولا متأخرا؛ وهذان يقال فيهما إنهما «معا» فى الزمان.
ويقال «معا» بالطبع فى الشيئين إذا كانا يرجعان بالتكافؤ فى لزوم الوجود ولم يكن أحدهما سببا أصلا لوجود الآخر. مثال ذلك فى الضعف والنصف، فإن هذين يرجعان بالتكافؤ، وذلك أن الضعف إن كان موجودا فالنصف موجود، والنصف إذا كان موجودا فالضعف موجود. وليس ولا واحد منهما سببا لوجود الآخر.
Sayfa 50