ومن هذه الأشياء يتبين أيضا أن التى تقال على طريق العدم والملكة ليست متقابلة تقابل المضادة، فإن المتضادين اللذين ليس بينهما متوسط أصلا قد يجب ضرورة أن يكون أحدهما موجودا دائما فى الشىء الذى فيه من شأنها أن تكون، أو فى الأشياء التى تنعت بها، فإن الأشياء التى ليس بينها متوسط أصلا كانت الأشياء التى يجب ضرورة أن يكون أحد الشيئين منها موجودا فى القابل: مثال ذلك فى المرض والصحة، والفرد والزوج. — فأما اللذان بينهما متوسط فليس واجبا ضرورة فى حين من الزمان أن يكون أحدهما موجودا فى كل شىء، فإنه ليس كل شىء قابلا. فواجب ضرورة أن يكون إما أبيض وإما أسود، وإما حارا وإما باردا؛ وذلك أنه ليس مانع من أن يكون إنما يوجد فيه شىء مما فى الوسط. وأيضا فإنه قد كانت الأشياء التى بينها متوسط ما، هى الأشياء التى ليس واجبا ضرورة أن يكون أحد الشيئين موجودا فى القابل ما لم يكن أحدهما موجودا بالطبع، مثل أن 〈يوجد بالطبع〉 للنار أنها حارة، وللثلج أنه أبيض. وفى هذه وجود أحد الشيئين محصلا واجب، لا أيهما اتفق. فإنه ليس يمكن أن تكون النار باردة ولا الثلج أسود. فيكون ليس يجب وجود أحد الشيئين أيهما كان فى كل قابل، لكن وجود الواحد فيما هو له بالطبع دون غيره؛ ووجود الواحد فى هذه محصلا، لا أيهما اتفق.
Sayfa 43