وجنس آخر من الكيفية هو الذى به نقول: ملاكزيين أو محاضريين أو مصحاحين أو ممراضين، أو بالجملة ما قيل بقوة طبيعية أو لا قوة. وذلك أنه ليس يقال كل واحد من أشباه هذه لأن له حالا ما، لكن من قبل أن له قوة طبيعية أو لا قوة فى أن يفعل شيئا ما بسهولة أو لا ينفعل شيئا. مثال ذلك أنه يقال ملاكزيون أو محاضريون ليس من قبل أن لهم حالا ما، لكن من قبل أن لهم قوة على أن يفعلوا شيئا بسهولة؛ ويقال مصحاحون من قبل أن لهم قوة طبيعية على ألا ينفعلوا شيئا بسهولة من الآفات العارضة؛ ويقال ممراضون من قبل أنه لا قوة لهم طبيعية على ألا ينفعلوا شيئا بسهولة. وكذلك أيضا الأمر فى الصلب وفى اللين، فإنه يقال صلب من قبل أن له قوة على ألا ينقطع بسهولة؛ ويقال لين من قبل أنه لا قوة له على هذا المعنى نفسه.
وجنس ثالث من الكيفية كيفيات انفعالية وانفعالات، ومثالات ذلك هذه الحلاوة والمرارة وكل ما كان مجانسا لهذين؛ وأيضا الحرارة والبرودة والبياض والسواد. وظاهر أن هذه كيفيات، لأن ما قبلها قيل فيه بها: كيف هو: ؟ مثال ذلك العسل، يقال: حلو، لأنه قبل الحلاوة، والجسم يقال أبيض لأنه قبل البياض. وكذلك يجرى الأمر فى سائرها.
Sayfa 31