متى أمتَري رَوْض النَّجاءِ قريبًا ... ويُصبحُ حُر الوجْهِ فيَّ قشيبا
وأخْلُصُ من شدِّ الإرانِ وأنثني ... أخا حَنَفٍ يهوَى المُقامَ نصيبا
فوَيْل إذا أجني الرجاء، وأجتدي ... سليم نوالٍ في الأنام عَسيبا
فإن عُدّتُ منصورًا بجَونِ سعادةٍ ... أظلُّ لأعناق القطوع قضيبا
وإنِّي وإنْ صلَّيتُ في السَّبْتِ مدَّةًوأضحيتُ دَهْرًا للترابِ نسيبا
وأمسيتُ عَنْ وَصْلِ الخَليلِ مقيَّدًا ... يرى جَسدي بعد المسيح صليبا
لأعلَمُ حقًًّا سوفَ أحيا وأغتدي ... إلى يَوم عَرْض للحسابِ جذيبا
وأصبحُ بعدَ الفَن في لاجبِ البِلى ... أبا جَذَلٍ حُلْوَ الشبابِ حَبيا
فلا تحسبِ الإنسانَ إلا سحابةً ... تقشَّعُ من ريح المَماتِ قَريبا
فلمّا تحيَّرَ الحَكَمُ بإنشادها، وتَعَجَّبَ بمشيد شيدِ إرشادِها، قالَ للغُلام: أخرجْ يدَ برهانِكَ، مِنْ جَيْبِ غَمائم تهتانِكَ، وتَوَّقَ مواقعَ بُهتانِكَ، قبْلَ شُرْب شَراب امتهانك، فأنْشَدَ عندما أعادَ عُوْدَ حُرمتهِ لحيبا، وملأ حَضْرةَ الحَكَم نحيبًا رحيبًا: الطويل:
متى أرتعي روض النّجاءِ قريبًا ... وأرسو بصبْر ظلَّ فيَّ قشيبا
وأفكرُ في شَدِّ الإُرانِ وأزدَري ... أبا حَنَفٍ يَرضَى المَلامَ نصيبا
فسحقًا إذا أجْنى الرَّجاء وأنثنى ... سَليمَ نِزالٍ ظَلْت فيه عَسيبا
فإن بِتُّ منصورًا بجَوْنِ سَحابةٍ ... مِنَ الحرْص أمسى بالعَنَاءِ قضيبا
ولو أنَّني صلَّيْتُ للسَّبتِ عامدًا ... لأنشأتُ دَهْرًا لا تضُم نسيبا
سأضرب بالعضب الخَليل مقوِّمًا ... أخا صَعَر ظن المسيحَ صَليبا
وأحيا إذا أحيي من الجودِ جانبًا ... ليمسي خصيبًا للعُفاة جذيبا
فمن حب هذا الفنِّ تاللهِ لم أزلْ ... مقيمًا لأصحاب السؤال حَبيبا
ولم أخفض الإنسانَ إلا تعفّفًا ... لئلا يَبيتَ العارُ فيّ قريبا
1 / 85