============================================================
ولو جاز أن ينكر بالجواهر الروحانية، إذ هي غير محسوسة ولا ممكنة، حي لا1 يوصف الخالق بسماتها في أنه غير موصوف ولا محدود ولا ممكن، لحاز الإنكار بالخالق اذ هو متعال2 عن كل قبيح، غير محسوس ولا ممكن. فإن قال قائل: إنما وحب الإقرار به 48) جهة أفعاله المحكمة المتقنة، لا من درك ذاته، يقال له : إن كان من جهة أفعاله المحكمة المتقنة وحب الإقرار، فما في أفعاله من الدليل على أنه غير موصوف؟ وما في الصفة اللاحقة به من المنع عن إمضاء الأفعال المحكمة المتقنة حتى يتبين لكم آنه غير موصوف؟ فإن قال: لأنا وجدنا الصفة تابعة لأفعاله المحكمة المتقنة، فتفينا عنه ما لزم مفعوله، قيل له: وكذلك نفي الصفة مما قد خص به بعض المفعولين مع وجود الأفعال المحكمة المتقنة منهم. فإما أن تثبتوا الخالق، لا من أجل أفعاله المحكمة المتقنة، إذ وجود الأفعال المحكمة المتقنة معلومة ممن لا صفة له4 من المخلوقين، أو ثثبتوا الصفة له ليكون تشبيهكم الخالق من جسميع الوجوه، لا من وجه واحد. فإذا من نسزه خالقه عن الصفة والحد والنعت واقع في التشبيه الخفي، كما أن من حده ووصفه ونعته واقع في التشبيه الجلي. فاعرفه.
لا: كما في ز. وكان ناقصا في ه ثم أضيف في الحاشية مشيرا إليه بمظ" بأنه: [الظنا.
2 ز: تعالى.
3 المحكمة: كما في ز، وسقطت هذه الكلمة من ه ، من لا صفة له: كما صححناه، وفي النسختين: ممن لا له صفة.
Sayfa 82