181

============================================================

الآباء التي هي الدوائر. فإن كان من جنس الأمهات، كان وجود حنس الأمهات خارج الدوائر محالا ممتنعا، إذ وجود جزء منها في مواضع الدوائر الفلكية غير ممكن.

فإذا الزيادة في الأمهات من جنسها باطل، غير حق. وإن كان من حنس الدوائر ، والدوائر أتم الأشكال، كيف يمكن أن يزيد في الدوائر، وتكون هي على هيئتها؟ لا يمكن إلا أن ثمحى، ثم تجدد من الرأس دائرة، هي أعظم منها أم أصغر. وإن كان 139]) الذي يزيد في العالم من الأشياء النفسانية والعقلية، كان ذلك أمحل، إذ حوهر العقل جوهر الأشياء كلها. وهو الجوهر التام المحيط بجميع الجواهر . وكيف يحتمل ذاته، والزيادة معلومة بالعقل؟ وما لم يكن بالعقل موجودا،1 لم يكن لتوهم الزيادة والنقصان سبيل. فقد بطل أن يزيد في العالم شيء ليس هو منه البتة. فاعرفه.

ولو جاز أن يزيد في العالم شيء ليس هو منه،2 أمكن أن يزيد فيه شيء آخر، وشيء آخر بلا هاية. وإن أمكن أن يزيد في العالم زيادات، لا فاية لها، وكان العالم م تناهيا، كانت الزيادة التي لا فاية لها، إذا أعظم من الكل. فإن كانت الزيادات أعظم من كلية، فكلية العالم أصغر منها. والصغير والكبير من باب المضاف الذي ثبات كل واحد منهما بثبات2 صاحبه. وليس شيء من العالم مضاف إليه مما ثباته بثباته. فليس إذا شيء أعظم من كلية العالم. وإن لم يمكن أن يزيسد في العالم زيادات بلا فهاية، بل زيادة واحدة، فما تلك الزيادة ومقدارها4 وكميتها؟ ولا سبيل لأحد إلى إيجادها وتحديدها. وجب من هذا القياس أن لا يزيد فيه شيء البثة، إذ كلية العالم قد أحاطت بالزيادات التي لا يتغير منها لتمام الغرض والمقصود. فاعرفه.

وأيضا فإن الزيادة الني تزيد في العالم، لا تخلو من أن تكون تلك الزيادة الي تزيد فيه طبعا، أو [140] بفعل فاعل يفعله. فإن كان ذلك طبعا، والطبع إنما هو كما صححناه، وفي ه: وما لم يكن العقل موحود. في ز: وما لم يمكن بالعقل موجود.

3 ز: من العالم.

3 كما في ز، وفي ه: بنيات.

كما صحعناه، وفي النسختين: مقدارها.

181

Sayfa 181