122

İslami Makaleler

مقالات إسلامية - مجالس آل محمد ع

Türler

يتبع كان عمر المختار شديد الحرص على أداء الصلوات في أوقاتها ، وكان يقرأ القرآن الكريم يوميا ، فيختم المصحف الشريف كل سبعة أيام ، وقد طلب منه استاذه الامام السيد المهدى السنوسى أن يكون ورده القرآن الكريم وأهداه مصحفا ، فحافظ عليه عمر المختار في حله وترحاله ولم يفارقه ذلك المصحف ، فقد قال : فقبلت يده- سيدي محمد المهدي السنوسي- وخرجت أحمل هذه الهدية العظيمة (المصحف) ولم أزل بفضل الله احتفظ بها في حلي وترحالي ، ولم يفارقني مصحف سيدي منذ ذلك اليوم ، وصرت مداوما على القراءة فيه يوميا لأختم السلكة كل سبعة أيام وسمعت من شيخنا سيدي احمد الريف أن بعض كبار الأولياء يداوم على طريقة قراءة القرآن مبتدئا ب (الفاتحة) إلى سورة (المائدة) ثم إلى سورة (يونس) ثم إلى سورة الإسراء ، ثم إلى سورة (الشعراء) ، ثم إلى سورة (الصافات) ، ثم إلى سورة (ق) ، ثم إلى آخر السلكة ، ومنذ ذلك الحين وأنا أقرأ القرآن في المصحف الشريف بهذا الترتيب ، إن المحافظة على تلاوة القرآن والتعبد به تدل على قوة الإيمان وتعمقه في النفس ، ويسبب الإيمان العظيم الذي تحلى به عمر المختار انبثق عنه صفات جميلة ، كالأمانة والشجاعة والصدق ومحاربة الظلم وجهاد العدو المحتل ، والقهر والخنوع ، وقد تجلى هذا الإيمان في حرصه على أداء الصلوات في أوقاتها ، قال تعالى : (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ) وكان يتعبد للمولى عز وجل بتنفيذ أوامره ويسارع في تنفيذها ، وكان كثير التنفل في أوقات الفراغ ، وكان قد ألزم نفسه بسنة الضحى ، وكان محافظا على الوضوء حتى في غير أوقات الصلاة ، فقد روي عنه انه قال : لا اعرف أنني قابلت أحدا من السادة السنوسية وأنا على غير وضوء منذ شرفني الله بالانتساب إليهم . لقد كان هذا العبد الصالح يهتم بزاده الروحي اليومي بتلاوة القرآن الكريم ، وقيام الليل ، واستمر معه هذا الحال حتى استشهد ، فهذا المجاهد محمود ال الذي حارب تحت قيادة عمر المختار وصاحبه كثيرا ، يذكر في مذكراته انه كان يأكل معه وينام معه في مكان واحد ، ويقول : لم أشهد قط انه نام لغاية الصباح ، فكان ينام ساعتين أو ثلاثة على أكثر تقدير ، ويبقى صاحيا يتلو القرآن الكرم ، وغالبا ما يتناول الإبريق ويسبغ الوضوء بعد منتصف الليل ، ويعود إلى تلاوة القرآن ، لقد كان على خلق عظيم يتميز بميزات التقوى والورع ، ويتحلى بصفات المجاهدين الأبرار. إن من أسباب الثبات التي تميز بها عمر المختار في جهاده الطويل واستمراره على درب البذل والعطاء حتى اللحظات الأخيرة من حياته إدمانه على تلاوة القرآن الكريم والتعبد به وتنفيذ أحكامه ، لان القرآن الكريم مصدر تثبيت وهداية ، وذلك لما فيه من قصص الأنبياء مع أقوامهم ، ولما فيه من ذكر منال الصالحين ، ومصير الكافرين والجاحدين بأساليب متعددة ، لقد كان عمر المختار يتلو القرآن بتدبر وإيمان عظيم ، فرزقه الله الثبات وهداه طريق الرشاد ، ولقد صاحب حاله في تلاوات حتى النفس الأخير وهو يساق إلى حبل المشنقة وهو يتلو قوله تعالى : (يا أيها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية) .

Sayfa 122