182

Maqalat fi Kalimat

مقالات في كلمات

Yayıncı

دار المنارة للنشر والتوزيع

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢١ هـ - ٢٠٠٠ م

Yayın Yeri

جدة - المملكة العربية السعودية

Türler

فصل مفقود من كتاب «كليلة ودمنة»
كان عند الرافعي ﵀ نسخة من كتاب كليلة ودمنة ليس لها في الدنيا ثانية، وقد وقعت لي أمس ورقة منها صغيرة فيها هذه الأسطر أنقلها بالحرف الواحد:
قال كليلة: أفلا تضرب -يا دمنة- مثل الأيام التي تختل فيها الموازين، وتفسد المقاييس، وتضيع الحدود، حتى ينزل العالي، ويصعد الواطي (١)؟
قال دمنة: إن مثل ذلك مثل إناء فيه زيت وزئبق وماء، إذا نظرت إليه رأيت كل واحد من الثلاثة قائمًا مقامه، نازلًا منزلته، لا يرتفع الزئبق من القعر، ولا يهبط الزيت عن الصدر. فإن هو اضطرب الإناء أو انقلب تداخلت بالاضطراب الحدود، وتعادلت بالانقلاب المنازل، فاختلط الخفيف بالثقيل، والرفيع بالوضيع، وصار أسفل من حقه العلو، وأعلى من محله السفل.
ولكن هذا الحال لا تدوم، ولا بد أن يسكن المضطرب، ويستقيم المنقلب، ويعود كلٌّ إلى المكان الذي خلق له.
(طبق الأصل)
...

(١) الواطي من الفصيح على التسهيل.

1 / 185