فانه ليس يخفى على أحد أنه استعمال الأمور المنسوبة الى العفة يظفر العفة. وان كان الطريق المؤدى الى الخير والشر لمن كان من الناس على الحال الطبيعية ولم ينظر بعد خيرا ولا شرا معروفا فعنده واليه أن يسلكه، فلنا اذن أن نصير بالعادة على حال من الأحوال وأن نقتنى الملكات التى بها نختار شيئا دون شىء 〈وتفعله〉.
والذكاء والبلادة، ما دام الانسان على الطبيعة التى تخصه فانهما يسهلان عليه أو يعسران نبيل ذلك 〈الأمر الذى على قبوله يكون مطبوعا بذكائه وبلادته〉. وذلك أن كل الناس الذين هم على الحال الطبيعية متبرئون عن الاختيار والعزيمة قد يمكنهم أن يقتنوا الفضيلة بأنفسهم. وذلك صار 〈كثيرا ما ناس يكونون أسوأ طبعا، لأن〉 كثيرا من الناس يكونون مطبوعين على قبول الفضيلة، فاذا عاشورا أهل الفضيلة، صاروا أفضل وما كانوا أشدهم تكامل أهل الطبيعة بالاختيار منهم.
تمت مقالة الاسكندر الأفروديسى فى الاستطاعة.
Sayfa 209