وبالجملة فإنهم أقاموا على هذه الوتيرة مدة من الزمن غير قصيرة، ونسبوا إلى بعض أصهاره، أنه هجاه بقوله من بديع أشعاره:
ما لي أراك عدلت مما لضرورة
عن سنة الأشراف والأمجاد
أنسيت أنك قد نشأت بلا أب
في فاقة من معشر أوغاد
من أين كان لك التقدم عنوة
لا عن أبيك ولا عن استعداد
وكان كلما ذكر في محفل قال أدناه وأعلاه، مشيرا إلى كبره:
لو كان فيهما آلهة إلا الله .
وحيث إن كل ذي نعمة عليها محسود، اجتهدوا في تقبيح سيره المحمود، حتى أوغروا عليه صدر ولي أمره، بعد أن أقاموا له البراهين على اعتزاله وكفره، فتنكر له وعزله، وعن وظيفته السامية فصله، فلما انزوى عقب الطرد بقصره، لم يتركوه بلا أذى في حصره، بل اعتدوا عليه وبعثوا إليه.
Bilinmeyen sayfa