المدرهة أو الأرجوحة عادة صنعانية يمنية ... تنصب المدرهة أما م بيت الحاج .. وفي الزمن القديم كانت رحلة الحج شاقة ومرهقة ومحفوفة بالمخاطر علاوة على الوقت الطويل مابين شهرين إلى أربعة أشهر يقضيها الحاج مسافرا . . . وخلال غيابه يتجمع أهله وجيرانه يتمرجحون بالمدرهة وينشدون بالحان اللوعة والشوق أشعارا تعبر عن إشتياقهم لعودة الغائب ... ونحن في هذا العصر الذي تمكن الحاج اليمني أن يختزل المسافات والزمن وأن يعود خلال أسبوع وقد أتم حجه ... إلا أن هناك غائب آ خر مجهول المصير ولاتنفع نصب المدرهة لإنتظاره .. وعلى الأصح الغائب في حالاتنا مختطف وبأرض لا يطالها القانون .. ولجان حقوق الإنسان تسير بالرموت من قبل الخاطف كذا سائر المؤسسا ت الدولية ........ إنها حالة الغائب بقوانتنامو .. هذا الخليج الصيغر الذي يقع بجزيرة كوبا الواقعة بالبحر الكاريبي بوسط أميريكا .. كوبا الجنة الإستوائية الفردوس الأرضي ماء وإخضرار وملائح كأنهن حور الجنان ، كانت كوبا بعهد الدكتاور السابق باتستا قد أمضت عقد إيجار لمنطقة قوانتنامو مع الولايات المتحدة .. حينها كانت كوبا تعج بملايين السياح الأميركا ن وكان معظمهم تجذبه حوريات كوبا قبل طبيعتها الخلابة ومناخها المعتدل طوال السنة .. عدا فترة الأعاصير التي إذا ما هبت تطير بالأبقار وترفعها لسطوح المنازل ... والحمد لله الذي لم يجعل للجمال أجنحة .. إنتفضت الجزيرة بكل أبنائها لتخلص نفسها من قيود الإقطاع الموالي لأميركا .. وتطهر فنادقها وبيوتها من رجس السياح المسافحين ... وبقيت قوانتناموا أسيرة بيد الأميركان الذين تذرعوا بعقد الإيجار مع باتستا ... ولحد علمي ورغم العوز وإحتياج كوبا للعملة الصعبة ... لم يقبلوا تجديد العقد ولأكثرأربعين عاما ... ورفضوا إستلام أي نقود من الأميركا ن .. وتحيط بمعسكر قوانتناموقوة كوبية معظمها من الجنس اللطيف .. وقوانتنامو هي بطبيعتها قلعة فكوبا تحاصرها من البر وفي خليجها الذي يتوسطها توجد أشرس أنواع سمك القرش .. القرش الكاريبي ومعروف عنه ولعه باللحم البشري ..
لعلنا عرفنا لماذا فعلت أميركا فعلتها وحبست أسراها بقوانتنامو ... وغائب قوانتناموا بملابسه البرتقالية وطريقة تنقله بين زنزانة وأخرى محمولا على الأكف لئن يديه وقدميه مثقلة بالإغلال .. تلك الزنزانات او المعسكر الذي يزينه خطوط الأسلاك الشائكة المكهربة وربما المشبعة سما .. ولا أمل له من التحرر مطلقا ا لقانون ملغي ولجان حقوق الأنسان والأمم المتحدة مسيرة ومهجنة .. بقي لنا الرثاء لهذا الغائب الذي لن تنعم أسرته بسماع أصوات المتمرجحين والحانهم الشجية. . وأي مدرهة تنصب أمام داره ستصبح هدفا والإعتبار بمصير الحارثي ... طائرة بدون طيار .. حقا يؤسفنا غائب قوانتناموا بلامدرهة ..
Sayfa 72