المزرعة بدأت تعطي ثمارها والمحاصيل تتواصل وتغطي حاجات الأسرة وتفيض ،، وكان لابد من تصدير منتجات المزرعة إلى الأسواق .. التي تقع أسفل الجبال .. والطريق تمر عبر بني قيس ،، أخذت متجات مزرعة شايع تتدفق إلى الأسواق ... وصفوان يتابع أخبارها ،، بسبب إهمال راعي الأغنام تسللت بعضها لتلتهم بعض المزروعات بجانب الوداي المحاذي والتابع للشيخ صفوان وكانت الأغنام تخص شايع فكانت فرصة لصفوان للنيل منه ،، فقام بإرسال موفد إلى الشيخ مفرح يطلعه على ما فعلته أغنام شايع وتركته من أثر تدميري وما ألحقته من خسائر ،، مهداد ومتوعدا بنهبها .. ثم منع شايع من إستعمال الطريق الموصلة للأسواق عبر أراضيه متذرعا بالتلفيات التي أحدثتها شياهه ،، والحق كلامه بقوله إن جاركم الهابط زوج غالية .. الذي ملكتموه الأرض ومنحتموه الوجاهة قد أخل بالجيرة والعشرة الحسنة ،، فما كان من الشيخ مفرح الحصيف الذكي إلا إستدعاء شايع ،، وإطلاعه على الأمر ،، لكن الشيخ مفرح توقف عند قول صفوان ووصفه له بالهابط .. موجها كلا مه لشايع .. ياشايع إذا ما رغب أحد أبنائك بالزواج فلدي ذلك وهي إحدى بناتي ... وقال كلماته أمام الملاء ،، رفعا لمعنويات شايع .. ثم أننا لن نفرط بك مهما كانت الأسباب .. والمسببات ... وأرخى شايع رأسه خجلا من كلام الشيخ الوقور مفرح ،، لكنه تصرف بمسئولية وذكاء فقد بحث عن راع أفضل لشياهه ثم تخلص من الزائد منها ... أما الطريق ومشاكلها فلم يشأ أن يثقل كاهل الشيخ مفرح بمزيد من المشاكل .. وتعمد تصريف فائض محصولاته عن طريق بيعها لتجار متنقلين يأتون للمزارعين ومن ثم يشحنونها على مسئوليتهم ... وباع شايع جماله وحميره التي خصصها للنقل ومنع أولاده من التنقل عبر أراضي بني قيس على الأقدام حتى لايثير إحراجا للشيخ مفرح الشهم الكريم .. وعاش بوئام مع المتغيرات ومحاطا بحب تلاميذه ومحبيه ، ورعاية الشيخ مفرح .
Sayfa 70