يطرق ناشر باب منزل فروان ،، وتجيبه مزهرة ،، وأين صديقك ... فروان ، ؟ لكن ناشر وقد علت قسماته شيئا من الذهول الوهمي وسيماء الحزن الزائف ... يتكلف ما يشبه البكاء ، ثم يكلمها وحشرجة إصطناعية تختلط بصوته ،، يجيبها إن فروان صديقي وأخي الحبيب الذي هو زوجك بين يدي الله مريضا بالمشفى ،، وقد تركته تحت عناية الله ثم عناية الطبيب ،، ورجعت حتى لايكون هناك فراعا أو يلحق بكم حيفا ... يجب أن أرعاكم يامزهرة فأنتم عائلة الحبيب فروان ،، مزهرة لاتصدق ولا تكذب .. ناشر وكيل شريعة محترف ،، وقد دأب على سرد وقائع وهمية وتزوير مستندات عند تقاضية من أجل كسب القضية التي يقوم بالمرافعة عنها .. وتتسال مزهرة هل هناك قضية لناشر .. جديدة.. ؟؟ وتمر الأسابيع ومزهرة تذهب لدروب الجمالين تستطلع أخبار فروان .. لكن الأجوبة نادرة والأخبار شحيحة ،، وألتقت أحدهم فأخبرها بأن فروان فقد النطق وأن أحدهم شاهده بالمشفى موثوقا لسريره ،، وقد نتف معظم ذقنة ... مزهرة تحاول إخفاء أخبار فروان عن أطفالها وغيرهم .. وتتألم ،، وناشر يزورهم مرارا وتكرارا ،، عارضا المساعدات ،، وموطدا صداقته بأطفال مزهرة .. حتى وصل الأمر للعب معهم وأخذهم للنزهة بالحقول .. ومزهرة تتأمل الحقول حول المنزل واجمة باكية ... ترى ناشر يحمل طفلها الأصغر الصبي الوحيد على كتفه وبناتها يحطن بهم .. يلعبون ويقهقهون كأب وأسرته ،، لاتنهرهم ولاتعجب بما يفعلون ،، هي في عالمها .. ولم تحاول وضع شئ من همومها على الآخرين .....
Sayfa 58