ناشر وفروان على سطح المنزل يرقبان الطريق وفيه تخطو مسرعة مزهرة وعلى رأسها حزمة من الحشائش علف للحيوانات ،، تهتز بقامتها الطويلة وخطواتها الثابتة ،، ناشر يرقبها ويشير لفروان ... يالها من إمرآة رائعة ومثابرة ... يجيب : نعم بكل تأكيد هي كذلك ولذا تزوجتها ... ناشر لكن قل لي ياصديقي لماذا لا تحاول التداوي من سقمك حتى تعود كما كنت وتستقيم أمورك وتعيش بهناء وسعادة مع أسرتك وبالأخص زوجتك الشابة ... مزهرة ،، فروان .. كيف ؟ ناشر مجيبا يوجد بالبلدة الساحلية التي أصلحت بها جهاز الراديو طبيبا يقال أنه يعطي بلسما شافيا من كل الأمراض ... وما عليك إلا أن تتجنب المبيت بجوار المستنقعات وأنت في طريقك ،، وحال شفائك تعود لك ولأسرتك البسمة والسعادة ... كان كلام ناشر يعطي معنى إيجابي ونصحا له وقع خاص على أذني فروان .. السقيم الذي حوله السقم عالة على زوجته .. وفكر فروان مليا ، فكابوس مرض الملاريا شل قدراته الجسمانية ،، وما إن ينهض من الفراش حتى يعود .. ومن حمى إلى حمى ،، وبعد التشاور مع الأسرة قرر فروان الذهاب مع ناشر للطبيب ...
ينهض فروان مبكرا .... وبعد صلاة الفجر يذهب مع ناشر .. زوجته مزهرة وأبنائهم يدعونه أمام المنزل ، مزهرة تجمع أغراض وحوائج فروان وتضعها له في لحافه (برده) وهي تكفكف دموعها وتتوسل الى الله أن يمن على فروان بالشفاء ... ويسير ناشر وفروان هبوطا حتى أسفل الجبل مشيا على الأقدام ،،، ومن هناك يستأجران جملا لأن فروان ظهر عليه الإعياء ويجب أن ينام على ظهر الجمل .. والمسافة بعيدة للساحل أكثر من خمسة عشر ساعة تقسم على مرحلتين ، أي يومين ..
Sayfa 56