كان القوم يطربون لكل ما يبثه الصندوق السحري .... وحتى الأخبار ،، ربما كان هذا الجهاز المحسوب وقتها على قائمة الكماليات ، قد أربك عمل فروان ومزهرة المنظم .. لكن الأمر سرعان ما أنتظم مجددا ،، خلايا النحل أعيد ترتيبها .. ومع بداية فصل الربيع تفتحت أزهار الخوخ مبشرة بالموسم يليها بقية الأزهار وفي أواخرها زهرة البن ،، فروان ومع فترة تأمل طلوع الشمس .. وكالعادة تأتيه مزهرة بجمنة القهوة البن وينظم كل الأسرة للجلسة الصباحية التي تعقد على سطح المنزل .... منظر الأشجار المزهرة بيشر بموسم خصب ،،، مناحل الأسرة مليئة بخلايا النحل ... وقبل الذهاب للحقول يجب تفقد النحل وسكب الماء لها ،، وفروان يتأملها ويحدس أن موسمه سيكون جيدا وأنه سيعوض ثمن الراديو الباهض ،،
مزهرة تبداء عملها اليومي بإطعام المواشي وحلبها وتتفقد الدواجن , وبعد ذلك تقوم بإعداد وجبة البوري (إفطار إستثنائي للعمال ) ومن ثم توصله لفروان وعماله بالحقل .. وتقوم بسوق قطيع المواشي للمرعى ..
هذه هي حياة الفلاح برازح .. ومزهرة وفروان ضمن التيار ،،،
أنجب الزوجان خمسة من الأطفال .. أربع بنات وأخيرا صبي واحد ،، فروان مزارع نشيط وينهظ مبكرا ويستغرق هذا النشاط جل وقته ،،، ويحصد فوائد جمة فهو حقليا يجني البن والذرة والموز وفواكه أخرى كالخوخ ، ثم مناحله تاتي بكميات جيدة من العسل البلدي ،، أما مزهرة فمواشيها تعطي السمن والألبان ثم اللحوم ،، وكذا الدواجن ... وهذا يعني أن أسرة مزهرة وفروان متميزة بنشاطها ... مما أهل الأسرة أن يكون لها بيتا من الحجر ثلاثة طوابق كبير وفسيح نسبيا ،، وكما أستطاعت الأسرة من شراء الكماليات كالراديو مثلا ...
Sayfa 53