إعلامنا أو إرشادنا يحتاج لإرشاد ، به علل وأسقام مزمنة لن نفيها حقها من الوصف مهما كتبنا .. دعونا نركز على قضية ترسيخ الشعور بالدونية ومساهمة جهاز الإرشاد .. لاشك أننا نمر بسنوات عجاف بل بقرون .. لكن لم نتخل عن الأمل ونواجه الأمر بالصبر والتدبير ( ياسين والحلبة ) إعلامنا تورط بمستنقع التوريث لكل شئ ببيئتنا بما في ذلك المواهب والفنون التشكيلية ، والحقيقة أن التوريث يصقل الموهبة ولايخلقها .. وهذا ما غفلت عنه أجهزتها ، فتكرست المناصب والكراسي للورثة حتى وإن كان أحدهم له خوار ثور فيجب أن يصبح مطربا أسوة بأبيه !! وكذا المخرج .. الخ .. بالأمس وأد أحد البرامج صوتا واعدا بتلقينه غناء من خارج بيئته .. وآمل أن لايستمر مثل هؤلاء بالإشراف على تقديم الثقافة اليمنية .. كانت هناك مقابلة أو صيغت مع الشيخ أيوب طارش العبسي ، صاحب لحن وآداء نشيدنا الوطني .. الصوت اليمني الجميل المخضرم ... نعود للشعور بالدونية وتكريس ذلك الشعور .. الشيخ أيوب بالمنباسبة تلميذ المدرسة اللحجية اليمنية هذه المدرسة العظيمة التي جمعت فنونا من كل التراب اليمني وقدمتها جواهر ولآلي بأصوات وأشعار يمانية ... ألحانا يمنية (عربية) تعكس أصالة وتميزا وتفردا ، هي الثقافة العربية ... لأن المتوسط خليطا لايجب أن تطلق عليه العربية إلا إذا عنينا اللغة .. محاور أيوب كان يجره كي يفتخر بأنه من مدرسة عبد الوهاب ، هكذا جرا .. رغم أن اليمن عامة ولحج خاصة وجدت بها أجمل وأعذب الألحان العربية الخالصة وربما تفوقت بخاصيتها اليمنية ، ذلك الإعلامي المرشد التأئه ؟؟ رأى أن مدرسة القمندان وترانيم فضل اللحجي وغيره دون المستوى الائق .. لآنه ربما لم يتعلم شيئا عن اليمن وقام بالتفنن بإختيار عبد الوهاب قدوة لأيوب حتى خشيت أنه سيصف أيوب بأنه لايأكل سوى الفول كوجبة غذاء مفظلة وعظيمة .. وأن الفول يولد نبوغا وعبقرية رغم قناعاتنا أنه يؤدي لإنفتاق البطن وتبلد الذهن ... لكن أيوب لايزال رشيقا كما سائر اليمنيين ، وكنت أتمنى منه رشاقة في أجوبته على ذلك المحاور الأرعن ... لعل وعسى ..
من هنا يتبادر السؤال كيف نستطيع إبراز أنفسنا كحضارة عن طريق إعلام به أمثال هؤلاء . . أنظروا للفقرات المقدمة مسلسلات ومكررات وفلاشات تنحصر بمناطق محصورة بمن يمثلها داخل الجهاز الإعلامي ... هل رأيتم فلاشا واحدا عن صعدة ، الجوف ؟؟ هل تعلمون أن بشواهد القبور بصعدة نحتت آلاف القصائد .. وأنها لم تصور أو تسور .. ونهبت أو سلبت !! وأن المناظر الطبيعية والتاريخية لانعرف عنها شيئا .. سدا مائيا ربما كان المنشأة المائية الوحيدة التي بقيت منذ العصر الحميري موجودة بصعدة وإسمها نسرين .. هل عرفتم ؟؟ إعلامنا يحتاج لغربلة وتحييد ورفد بكفآءات يمنية السمات والفكر والثقافة والإنتماء ..
Sayfa 2