...فهشيم هو ابن بشير الواسطي وهو ثقة كثير التدليس كما قال الحافظ، وقد عنعن الحديث. لكن تابعه أبو يحيى التيمي. وللحديث شواهد عن أبي سعيد وغيره.198 ما ضعفه لفسق من رواه لم ينجبر لوفق ما ساواه ب/11،ج/18
قال شيخنا الشيخ ناصر الدين الألباني - رحمه الله تعالى - في تمام المنة:
من المشهور عند أهل العلم أن الحديث إذا جاء من طرق متعددة فإنه يتقوى بها ويصير حجة وإن كان كل طريق منها على انفراده ضعيفا. لكن هذا ليس على إطلاقه بل هو مقيد عند المحققين منهم بما إذا كان ضعف رواته في مختلف طرقه ناشئا من سوء حفظهم لا من تهمة في صدقهم أو دينهم، وإلا فإنه لا يتقوى مهما كثرت طرقه، وهذا ما نقله المحقق المناوي في ((فيض القدير)) عن العلماء قالوا: (وإذا قوي الضعف لا ينجبر بوروده من وجه آخر وإن كثرت طرقه)، ومن ثم اتفقوا على ضعف حديث (من حفظ على أمتي أربعين حديثا...) مع كثرة طرقه لقوة ضعفه وقصورها عن الجبر، خلاف ما خف ضعفه...199.
...ومن هنا يتبين لك خطأ من يحسن الحديث بمجرد تعدد الطرق من دون نظر لمدى ضعفها وهل ينجبر بها الحديث أم لا ؟ والله المستعان.
ومن يقول حسن صحيح مردد أو ظهر الترجيح
...الذي يقول (حسن صحيح) هو الإمام الترمذي في جامعه. وهي عبارة مشكلة لأن الحسن يتقاصر عن درجة الصحيح، فكيف يجمع بينهما مع تفاوت مرتبتيهما؟ وقد تعددت أجوبة العلاء على ذلك، حررتها فبلغت تسعة أقوال، ذكر الناظم منها الجوابين الأول والثاني، وهذه الأجوبة كالآتي:
1) أنه متردد، فكأنه يقول حسن أو صحيح.
2) أنه مختلف فيه لكن ظهر رجحان صحته فكأنه يقول حسن بل صحيح.
وإليه الإشارة بقول السيوطي في ألفيته: ...
وقيل ما تلقاه يحوي العليا
...... ......فهو حاو أبدا للدنيا
كل صحيح حسن لا ينعكس ...
3) وقيل إنها درجة فوق الصحة.
4) وقيل درجة متوسطة بين الحسن والصحيح.
...وعلى هذا فما قيل فيه (حسن صحيح) لم يصل إلى مرتبة الصحيح وهو فوق الحسن.
5) وقيل إن الحسن في هذه العبارة هو الحسن اللغوي فكأنه يقول لفظه حسن وإسناده صحيح.
Sayfa 61