أي أمنعهما من أن أنسب إليهما ما لم يدركاه، وبه أصونهما من العذاب (١).
فوده أن يخلصا من الحضيض الأوضع:
أي مرغوبه ومقصوده من هذا الحب أن يكون نظيفا نقيا من الأدران التي تنزل بصاحبها إلى الحضيض: وهو قرار الشيء وأسفله، وأراد الصفات الموغلة المهانة والضعة (٢) وهنا يبرز مراد الناظم من هذه المقدمة الغزلية، وهو غزل في المكارم والعلا، وليس طلبا للشهوة والهوى.
٤ - إلى المقام الأول ومعهد الأنس الحلي ... والمربع السامي العلي سقيا له من مربع
إلى المقام الأول ومعهد الأنس الحلي:
لعل الناظم حنّ إلى مرابع الآباء والأجداد من بلاد الإسلام، بخارى من أعظم مدن ما وراء النهر، وقد خرج منها علماء في كل فن يجاوزون الحد، من أبرزهم أبو عبد الله البخاري صاحب الصحيح، وقد فتحت بخارى مرتين: الأولى في عهد معاوية ﵁، سنة (٥٥) خمس وخمسين من الهجرة، بقيادة سعيد بن عثمان بن عفان، والثانية سنة (٨٧) سبع وثمانين من الهجرة،
_________
(١) لسان العرب ١٤/ ١٩٩.
(٢) النهاية ١/ ٤٠٠، ولسان العرب ٧/ ١٣٦.
1 / 24