قد تكون الأحكام حملية، أو شرطية، أو انفصالية. فالحكم الحملي هو حكم بسيط تربط فيه العلاقة التي يثبتها (أو ينفيها) بين الموضوع والمحمول، أما الحكم الشرطي فهو حكم مركب يؤكد وجود علاقة بين حكمين يكون أحدهما المبدأ أو الشرط، والثاني نتيجة له، ومثال ذلك «إذا انخفض مقياس الضغط الجوي فسوف يسقط المطر» وأما الأحكام الانفصالية فهي عدة بدائل تثبت بها أن عددا معينا من الأحكام يستبعد كل منها الآخر، ولكنها تؤلف جميعها المجموع الكلي لمعرفة ممكنة، ومثال ذلك «يوجد العالم إما بمحض الصدفة، أو بفضل ضرورة داخلية أو نتيجة لعلة خارجية.» (4)
أما جهة الحكم
modalité
فهي الطريقة التي يرتبط بها الحكم بالذهن في مجموعه، أو إن شئت فقل هي الطريقة التي تربط الحكم بالتفكير، أو درجة اليقين التي يحدد بها الفكر مرتبة الحكم، وتعبر عنها عبارات: بالتأكيد، بلا شك، ربما، بالضرورة.
فالأحكام التي تكتفي بإقرار حقيقة، هي أحكام تقريرية
assertoriques
أما تلك التي تعبر عن إمكان فهي احتمالية
problématique ؛ فالأحكام الشرطية والانفصالية تجمع بين قضايا احتمالية، إذ إن الحكم «إذا انخفض مقياس الضغط الجوي سقط المطر» ينقسم إلى: من الممكن أن ينخفض مقياس الضغط، ومن الممكن تبعا لذلك أن يسقط المطر . كذلك الحال في قولنا: العالم ربما كان يوجد بفعل صدفة عمياء، أو بفعل ضرورة خارجية ... إلخ. والنوع الثالث من أحكام الموجهات يشتمل على الأحكام الضرورية
apodictiques
التي تعبر عن ضرورة، مثل: مجموع زوايا المثلث هو بالضرورة قائمتان، والحكم الضروري هو المركب الذي يجمع بين الحقيقة والإمكان، إذ إنه يؤكد أن الحقيقة التي يقول بها هي الوحيدة «الممكنة» أو أن القضية التي تناقضها باطلة لأنها «غير ممكنة». «كانت» ينظر إلى المقولات على أنها تعبر عن الوظائف الأساسية للتفكير
Bilinmeyen sayfa