Mantık ve Bilim Felsefesi

Fuat Zakariya d. 1431 AH
192

Mantık ve Bilim Felsefesi

المنطق وفلسفة العلوم

Türler

وهاك السبب: فمن المعروف أن نيوتن قد كشف عن قانون الجاذبية العامة في 1687م أي في السنوات الأخيرة من القرن السابع عشر، وكان في هذا الكشف أنموذج رائع للمنهج الرياضي في علم الطبيعة،

4

غير أن هذا الكشف ذاته كان يبعث في الأذهان سؤالا ملحا هو: لماذا تتجاذب «كل» الأجسام تبعا لهذا القانون؟ ومن أين اكتسبت المادة، إلى جانب صفاتها المعروفة والتي تبدو في نظرنا معقولة تماما كالامتداد، والحركة أو القصور الذاتي، تلك القدرة على الجذب من بعيد، وفي الحال؟ إنها قدرة عجيبة، تذكرنا بالرغبة، وبالحب وتقرب المادة من الروح. ولقد أدرك نيوتن هذه المشكلة بوضوح، ولكنه «أبى» أن يحلها، وهكذا كتب في «الاستنتاج العام» الذي ختم به كتاب «المبادئ» يقول: «إنني لم أستطع الوصول حتى الآن إلى استنتاج سبب صفات الجاذبية هذه من الظواهر ، ولست أود أن أخمن فروضا

hypotheses non fingo

إذ إن كل ما لا يستنتج من الظواهر يعد فروضا، والفروض ... لا مكان لها في الفلسفة التجريبية.»

5

ولنلاحظ أن نيوتن يقول: لم أستطع «حتى الآن». مما يدل على أن المشكلة كان لها معنى في نظره، على أن تلاميذه المباشرين وبخاصة «روجر كوتس

Roger Cotes »، ثم تلاميذه الأبعد من هؤلاء، وهم رجال الموسوعة مثل (دالمبيير

D. Alembert ) والأبعد من الآخرين (في القرن التاسع عشر)، مثل أوجست كونت «والوضعيين» قد بالغوا كثيرا في تأكيد فكرة نيوتن، فقالوا: إن المشكلة لا معنى لها، وليس لها وجود. فليس ثمة سبب للجاذبية؛ بل هي خاصة أولى للمادة، وليس لهذا النوع من المشاكل معنى علمي؛ فالعلم يستبعد الفروض، ولقد كان أوجست كونت ينهى العلماء عن الخوض في النظريات المتعلقة بالتركيب الداخلي للمادة؛ بل في النظريات المتعلقة بالتركيب الكيميائي للنجوم.

على أن العلم المعاصر، منذ نهاية القرن التاسع عشر، قد أحل لنفسه كل هذه «المحرمات» واتخذ «النظريات» أساسا له.

Bilinmeyen sayfa