Étienne Pascal » يكاد يكون نظيرا لمدرسة جاليليو في فلورنسا. ولما ترامت أنباء ظاهرة توريشيلي إلى أسرة باسكال في 1646م، أعادوا إجراء التجربة، وفي 1647م عرفوا فكرة توريشيلي، وبعد شهرين من مقابلة بليز باسكال لديكارت، أرسل إلى صهره «فلوران برييه
Florin
»، في كليرمون-فيران، الإرشادات اللازمة لإجراء التحقيق: فعليه أن يعمل على تقصير ما كنا نسميه بالفرع الهوائي للأنبوبة
U ، والصعود على جبل عال إلى حد ما (هو جبل بوي ديدوم
de Dôme ). وهناك يجب ملاحظة انخفاض الزئبق في الفرع الآخر، وأجرى «بيريه» التجربة في نهاية صيف 1646م، فنجحت نجاحا باهرا، وشجع ذلك النجاح باسكال على مواصلتها على نطاق أضيق، إذ انخفض عمود الزئبق انخفاضا محسوسا (درجتين) عندما صعد باسكال فوق برج «سان جاك دلابوشري» البالغ ارتفاعه 25 قامة، كما انخفض الزئبق نصف درجة في أعلى بيت يبلغ ارتفاعه ثمانين قدما.
7
وهكذا تم إثبات فكرة توريشيلي:
أما المثال الثاني فسنقتبسه من نيوتن: (أ، ب) خلال فترة أقامها نيوتن في بلدته الأصلية، متجنبا فيها حركة النجوم الثانوية حول النجوم الرئيسية (كالكواكب حول الشمس، والتوابع أو الأقمار حول الكواكب) بحركة السقوط.
ويزعم بعضهم أن الظاهرة الأصلية هي سقوط التفاحة، وأن الفكرة عندئذ كانت تنحصر في تشبيه حركة القمر حول الكرة الأرضية بسقوط التفاحة على الأرض، والقول بأن القمر يسقط بدوره على الأرض بلا انقطاع، وإن كانت له سرعة أصلية تؤخر سقوطه إلى ما لا نهاية، فإذا كان للقذائف في سقوطها سرعة مبدئية تبعد نقطة سقوطها، أفلا يمكننا أن نتصور أنه إذا كانت هذه السرعة كبيرة إلى حد ما (ونحن نعلم اليوم أنه يكفي أن تبلغ هذه السرعة 8كم في الثانية) فإن القذيفة تهبط حول الأرض، إذا جاز هذا التعبير؟ (ج) وظل نيوتن عشرين عاما يعد وسائل التحقيق من هذه الفكرة (1666-1686م). وكان ذلك ينحصر في أن نبين أنه لو كان القمر على مسافة قليلة من الأرض، لسقط بنفس السرعة التي يسقط بها جسم سقوطا حرا في باريس مثلا (490سم في الثانية الأولى). على أن نيوتن قد برهن بنظريتين في الميكانيكا، على أن القوة التي تحفظ النجوم في مداراتها البيضاوية هي قوة «مركزية» أي تتجه نحو الجسم الذي يشغل أحد مركزي الشكل البيضاوي، وهي تتناسب تناسبا عكسيا مع مربع المسافة، وإذن فلكي تحقق الفكرة يكفي أن يكون ارتفاع السقوط الحقيقي للقمر على الأرض خلال ثانية واحدة مضروبا في مربع المسافة الفاصلة بينه وبين الأرض، مساويا لارتفاع سقوط جسم يسقط حرا في باريس في نفس هذا الوقت.
على أننا نعلم مقدار سقوط القمر على الأرض في الساعة مثلا، وهي المسافة التي يبتعد بها القمر، أثناء سيره في مداره، عن مماس هذا المدار ، خلال ساعة من الزمن، فإذا ما عرفنا الزاوية التي سار بها، أمكن الحصول على تلك المسافة دون صعوبة، عن طريق جدول حساب المثلثات. ولقد اتضح أن المسافة التي تقطع خلال ساعة تعادل بالضبط الارتفاع الذي يسقط فيه جسم سقوطا حرا في باريس، خلال ثانية واحدة. وإذن فالبرهان يكون قد تحقق إذا كانت النسبة بين المسافتين على النحو الذي يقتضيه القانون، وانتهى الأمر بنيوتن إلى الحصول على تقدير للمسافة يحقق فكرته بالضبط: إذ إن القمر على بعد 60 درجة أرضية و(60
Bilinmeyen sayfa