Sühreverdi'yi Anlamak için İşraki Mantık
المنطق الإشراقي عند السهروردي المقتول
Türler
هياكل النور. (6)
حكمة الإشراق، وهذا الكتاب يمثل خلاصة فكر السهروردي، وهو الأساس الذي نعتمد عليه في عرض آراء السهروردي في المنطق الإشراقي، إلا أنه بحسب تلميذه الشهرزوري: «كنز مخفي وسر مطوي، وله طرق مخصوصة تصل إليه منها، وقل من يسلكها ويعرفها، ولم يتيسر لأكثر من جاء بعده من الأفاضل أن يصل إليه أو يحل رموزه؛ لاشتغالهم بأمور الدنيا، ولإلفهم وعاداتهم بكلمات المشائين.»
58
الفصل الثاني
المنطق وعلاقته بنظرية المعرفة الصوفية عند السهروردي
تمهيد
ذهبت الصوفية إلى أن مصدر المعرفة أمر آخر غير الحس والعقل. قد يكون الحدس، وقد يكون الذوق، وقد يكون البصيرة، وقد يكون الإلهام؛ ذلك أن الصوفية لم يهتدوا بعد إلى معرفة كنه هذه الحاسة الغريبة، ولا إلى موضعها من الحياة الروحية، وإن وصفها الجميع، أو بالأحرى وصفوا مظاهرها ووظائفها، بصفات متقاربة؛ فهي نوع ما من التعقل تدرك وتعرف، ومع ذلك ليست هي العقل الذي نعرفه وهي تنزع نحو موضوعها وتتعشقه إلى درجة الفناء فيه؛ أي إن فيها عنصري الإرادة والوجدان، ولكنها مع ذلك ليست الإرادة التي نعرفها، ولا هي واحدة من العواطف التي لنا عهد بها؛ فهي حاسة عاملة مريدة وجدانية مختلفة تمام الاختلاف عن الحواس والقوى العقلية الأخرى التي تدرك عملها في حياتنا الشاغرة.
وقد أطلق الصوفية على هذه الحاسة المتعالية اسم القلب والسر وعين البصيرة، وما إلى ذلك من الأسماء التي تعدو أن تكون رموزا لحقيقة واحدة تفترض وجودها ولا ندرى من كنهها شيئا.
1
المهم أن الصوفية لا يعترفون بالحس والعقل مصدرا للمعرفة البشرية الحقة؛ لأنهم يميزون بين ظاهر الشيء وحقيقته، وبين الشكل والمضمون، وهم في تميزهم هذا قد ذهبوا إلى أن المعرفة خاصة بالمحسوسات، وأن العقلية خاصة بالمعقولات الحاصلة عن المحسوسات. ولكن ثمة معقولات أخرى ليس مصدرها الحس أو العقل، وهذه المعقولات الموجودة والموجودات المعقولة لا يمكن إدراكها أو بلوغها لا بالحس ولا بالعقل الذي يعتمد أساسا على الحس، وهذه المعقولات تدرك بالحس الصوفي.
Bilinmeyen sayfa