234

Manṭaliqāt Ṭālib al-ʿIlm

منطلقات طالب العلم

Yayıncı

المكتبة الإسلامية

Baskı Numarası

الثانية

Yayın Yılı

١٤٢٢ هـ - ٢٠٠٢ م

Yayın Yeri

القاهرة

Türler

قال الإمامُ الشاطبيُّ:- وهذا لسانُ حالِ الجميعِ، ومعناه أنَّ كل ما يتكلمون به على تحري أنه طَابَقَ الشَّريعةَ الحاكِمةَ، فإنْ كان كذلك فبها ونعمت، وما لا فليس بمنسوبٍ إلى الشريعةِ، ولا هُمْ أيضًا مِمَّن يَرْضَى أن تُنسبَ إليهم مخالفتُها.
ثانيًا: أنَّ الأخذَ عن العلماءِ لا يقتصرُ على مجردِ العلمِ ومسائلهِ، بل يُؤخذُ عنهم الهديُ الظاهرُ والسَّمْتُ، وهذا لا يتأتى دونَ ملازمتِهم والجلوسِ إليهم.
قال ابنُ سيرين: كانوا يتعلمون الهديَ كما يتعلمون العلمَ (١).
ثالثًا: أنَّ هذا القدرَ الواجبَ من التوقيرِ والتقديرِ والاحترامِ والطاعةِ للعالمِ لا يكونُ إلا بالشرعِ، فمتى ما خالف العالمُ الشريعةَ، أو قام بخارمٍ لدينهِ، فإنه لا طاعةَ له، وحَذَارِ هنا مِن أقوالِ الأقرانِ مِن أهلِ العلمِ؛ فإنها تُطْوَى ولا تُرْوَى، بل على طالبِ العلمِ توقيرُ الجميعِ دونَ حطِّ من قدرِ أحدِهم بسببِ خصوماتٍ تحدث بينَ الأقرانِ في كل زمانٍ، أو تحدثُ بسببِ التَّحاسدِ أو الضغائنِ، فإياك وهذه؛ فإنها حالقةُ الدِّينِ.

(١) "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" للخطيب البغدادي (ص ٧٩).

1 / 282